نجاح القاري لصحيح البخاري

باب علامة المنافق

          ░24▒ (باب عَلاَمَةِ) جمع: علامة، وهي ما يستدلُّ به على الشَّيء، ومنه سُمِّيَ الجبلُ علامة وعلماً، ولم يقل آيات مطابقة؛ للفظ الحديث تنبيهاً على ما جاء في رواية أخرجها أبو عَوَانة في ((صحيحه)) بلفظ: ((علامات)) (الْمُنَافِقِ) وهو المظهر لما يبطن خلافه. وفي الاصطلاح: هو الذي يظهر الإسلام ويبطن الكفر، فإن كان في اعتقاد الإيمان فهو نفاق الكفر، وإلا فهو نفاق العمل، ويدخل فيه الفعل والترك، وتتفاوتُ مراتبه، وباب المفاعلة وإن كان أصلها لاثنين لكنَّه قد يكون لواحدٍ كما في قوله تعالى: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا} [البقرة:9] والمنافق من هذا القبيل.
          ووجه المناسبة بين البابين: أنَّ الباب الأول بيَّن فيه أنَّ الظُّلم في ذاته مختلف وله أنواع، وهذا الباب فيه بيان أنواع النِّفاق، والنِّفاق نوعٌ من أنواع الظلم.