نجاح القاري لصحيح البخاري

باب أمر الوالي إذا وجه أميرين إلى موضع أن يتطاوعا ولا يتعاصيا

          ░22▒ (باب أَمْرِ الْوَالِي إِذَا وَجَّهَ أَمِيرَيْنِ إِلَى مَوْضِعٍ أَنْ يَتَطَاوَعَا) كلمة ((أن)) مصدريَّةٌ؛ أي: بتطاوعهما؛ يعني: أن يطيعَ كلٌّ منهما الآخر ولا يخالفه (وَلاَ يَتَعَاصَيَا) بعين وصاد مهملتين وتحتية؛ أي: لا يظهر أحدهما العصيانَ للآخر؛ لأنَّه متى وقع الخلافُ بينهما يفسد الحال. ويُروى: <يتغاضبا> بالغين والضاد المعجمتين وبالموحدة. قيل: قد ذكر هذين اللَّفظين من باب التَّفاعل، وكان الَّذي ينبغي أن يذكرهما من بابِ المفاعلة؛ لأنَّ باب التَّفاعل يكون بين القوم على ما عرف في موضعه. وأجيب: بأنَّه تبع في ذلك لفظ الحديث، فإنَّه ذكر فيه من باب التَّفاعل، فتأمَّل.