نجاح القاري لصحيح البخاري

معلق الليث في كفارة من جامع امرأته في رمضان

          6822- (وَقَالَ اللَّيْثُ) أي: ابن سُعْدٍ، وقد وَصَلَه البخاريُّ في «التاريخ الصغير» قال: حدَّثني عبد الله بن صالح: حدَّثني اللَّيث به، والطَّبراني في «الأوسط» (عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ) بفتح العين؛ أي: ابن يعقوب، أبو أميَّة الأنصاري، مولاهم، المصري، أحدُ الأعلام (عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ) أي: ابن محمد بن أبي بكر الصِّدِّيق ☺، كذا ذكره الحافظ العسقلاني. وقال القسطلاني: هو: ابنُ محمد بن أبي بكر التَّيمي الفقيه ابن الفقيه.
          (عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ) أي: ابن العوام ☺ (عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ) هو: ابنُ عمِّ محمد بن جعفر (عَنْ عَائِشَةَ) ♦، أنَّها قالت: (أَتَى رَجُلٌ) هو: سلمة بن صخر إن صحَّ (النَّبِيَّ صلعم فِي الْمَسْجِدِ) بطيبة، زاد في رواية ابن وهب: ((في رمضان فسأله عن شأنه)).
          (قَالَ) وفي رواية أبي ذرٍّ: <فقال> (احْتَرَقْتُ) أطلق على نفسه أنَّه احترق لاعتقاده أنَّ مرتكبَ الكبيرة (1) يعذَّب في النَّار فهو مجازٌ عن العصيان، أو أنَّه يحترق يوم القيامة، فجعل المتوقَّع كالواقع، وعبَّر عنه بالماضي (قَالَ) صلعم : (مِمَّ) أي: من أيِّ شيءٍ (ذَلِكَ) وفي نسخة: <مم ذاك> بغير لام (قَالَ وَقَعْتُ بِامْرَأَتِي) أي: وطِئْتُها (فِي) نهار (رَمَضَانَ، قَالَ) صلعم (لَهُ: تَصَدَّقْ) فيه: اختصار، إذ الكفَّارة مرتَّبةٌ وأنَّ التَّصدُّق بعد الإعتاق والصِّيام (قَالَ: مَا عِنْدِي شَيْءٌ) أتصدَّق به (فَجَلَسَ) الرَّجل.
          (وَأَتَاهُ) صلعم (إِنْسَانٌ) قال الحافظُ العسقلاني: لم أعرف اسمه (يَسُوقُ حِمَارًا وَمَعَهُ طَعَامٌ) وفي رواية ابن وهب: ((فبينا هو على ذلك أقبلَ رجلٌ عليه طعام)) / (قَالَ) وفي رواية أبي ذرٍّ عن الحمُّويي والمستملي: <فقال> (عَبْدُ الرَّحْمَنِ) أي: القاسم (مَا أَدْرِي مَا هُوَ) أي: الطَّعام، وفي رواية أبي هريرة: التَّصريح بأنَّه تَمْرٌ في مِكْتَل (إِلَى النَّبِيِّ صلعم ) ووقع عند الإسماعيلي: ((عرقان فيهما طعام)).
          وقال: قال أبو صالح عن اللَّيث: عرقٌ، وكذا قال عبد الوهاب الثَّقفي، ويزيد بن هارون، عن يحيى بن سعيد. قال الإسماعيلي: وعرقان ليس بمحفوظٍ.
          (فَقَالَ: أَيْنَ الْمُحْتَرِقُ) أثبت له وصف الاحتراق، إشارة إلى أنَّه لو أصرَّ على ذلك لاستحقَّ ذلك (فَقَالَ: هَا أَنَا ذَا) يا رسول الله (قَالَ: هَذَا) أي: الطَّعام (فَتَصَدَّقْ بِهِ) كفَّارةً (قَالَ: عَلَى أَحْوَجَ مِنَّا) استفهام محذوف الأداة، ووقع في رواية ابن وهب: ((أغيرنا)) أي: أعلى غيرنا (مَا لأَهْلِي طَعَامٌ) وفي رواية ابن وهب: ((إنا لجياعٌ ما لنا شيء)) (قَالَ) صلعم : (فَكُلُوهُ) وفي رواية: <فكل>، والأوَّل رواية ابن وهب.
          (قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ) هو البخاري: (الْحَدِيثُ الأَوَّلُ) أي: المروي عن أبي عثمان النَّهدي (أَبْيَنُ) أي: أبين شيء في الباب (قَوْلُهُ: أَطْعِمْ أَهْلَكَ) وسقط قوله: <قال أبو عبد الله... إلى آخره> في كثيرٍ من النسخ.


[1] في هامش الأصل: في نسخة: مرتكب الإثم.