نجاح القاري لصحيح البخاري

باب كم التعزير والأدب؟

          ░42▒ (باب: كَمِ التَّعْزِيرُ وَالأَدَبُ) التَّعزير: مصدر عَزَّرَ، وهو مأخوذٌ من العَزْرِ، وهو الرَّدُّ والمَنْعُ واستُعْمِلَ في الدَّفْعِ عن الشَّخص كدَفْعِ أعدائِه عنه، ومنْعِهم من إضراره، ومنه قوله تعالى: {وَآَمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ} [المائدة:12]، وكدَفْعِه عن إتيانِ القبيح ومعاوَدَتِه.
          ومنه: عَزَّرَه القاضي؛ أي: أدَّبه؛ لئلَّا يعودَ إلى القبيح، ويكون بالقولِ والفعلِ بحسب ما يليقُ به. وأمَّا الأدبُ فبمعنى التَّأديبِ وهو أعمُّ من التَّعزير؛ لأنَّه يكون بسبب المعصية بخلاف الأدب، ومنه تأديب الأب وتأديبُ المعلِّم. وقال الأزهريُّ وأبو زيد: الأَدَبُ: اسمٌ يقعُ على كلِّ رياضةٍ محمودةٍ يتخرَّج بها الإنسان في فضيلةٍ من الفضائل، وأورد الكَميَّة بلفظ الاستفهام إشارةً إلى الاختلاف فيها، كما سيجيء إن شاء الله تعالى.