نجاح القاري لصحيح البخاري

باب لم يحسم النبي المحاربين من أهل الردة حتى هلكوا

          ░16▒ (باب: لَمْ يَحْسِمِ النَّبِيُّ صلعم الْمُحَارِبِينَ مِنْ أَهْلِ الرِّدَّةِ حَتَّى هَلَكُوا) الحَسْم، بفتح الحاء المهملة وسكون السين المهملة: الكيُّ بالنَّار لقطع الدَّم. يقال: حسمْتُه فانْحَسَم؛ أي: قطعْتُه فانْقَطَع، وحسمتُ العِرْقَ بمعناه؛ أي: حبستَ دَمَ العِرقِ فمَنَعْتَه أنْ يَسيل. وقال الدَّاودي: الحَسْم هنا: أن توضع اليد بعد القطع في زيت حارةٍ.
          قال الحافظ العسقلاني: هذا من صور الحسم، وليس محصورًا فيه، وأمَّا من قُطِعَ في سرقة مثلًا، فإنَّه يجب أن يُحْسَمَ؛ لأنَّه لا يأمن معه التَّلف غالبًا بنزف الدَّم، قاله ابن بطَّال.
          وقال: وإنَّما لم يحسمهم؛ لأنَّه أراد إهلاكهم.