نجاح القاري لصحيح البخاري

حديث: قدم على النبي نفر من عكل فأسلموا فاجتووا المدينة

          6802- (حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ) المشهور بابن المديني، قال: (حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ) الأموي، قال: (حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ) عبد الرَّحمن بن عمرو، قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد (يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ) بالمثلثة (قَالَ: حَدَّثَنِي) بالإفراد أيضًا (أَبُو قِلاَبَةَ) بكسر القاف، عبد الله بن زيد (الْجَرْمِيُّ) بفتح الجيم وسكون الراء، أُرِيْدَ على القضاءِ بالبصرة، فهَرَبَ إلى الشَّام، فمات بها سنة أربع أو خمس ومائة في ولاية يزيد بن عبد الملك.
          (عَنْ أَنَسٍ ☺) أنَّه (قَالَ: قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلعم ) سنة ستٍّ (نَفَرٌ) النَّفر: رهطُ الإنسان وعشيرته، وهو اسم جمعٍ يقعُ على جماعةٍ من الرِّجال خاصَّةً ما بين الثَّلاثة إلى العشرة، ولا واحدَ له من لفظه (مِنْ عُكْلٍ) بضم العين المهملة وسكون القاف: قبيلةٌ معروفةٌ (فَأَسْلَمُوا فَاجْتَوَوُا الْمَدِينَةَ) بالجيم الساكنة وفتح الفوقية والواو الأولى وضم الثانية، من الاجتواء؛ أي: أصابهم الجَوَى، وهو داء الجَوف إذا تطاول أو كرهوا الإقامة بالمدينة / لسُقْمٍ أصابَهم.
          (فَأَمَرَهُمْ) رسولُ الله صلعم (أَنْ يَأْتُوا إِبِلَ الصَّدَقَةِ، فَيَشْرَبُوا مِنْ أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا) للتَّداوي (فَفَعَلُوا) الشُّرْبَ المذكورَ (فَصَحُّوا) من ذلك الدَّاء (فَارْتَدُّوا) عن الإسلام (وَقَتَلُوا رُعَاتَهَا) أي: رعاة الإبل وسبق في الوضوء [خ¦233]، وقتلوا راعي النَّبي صلعم يسارًا (وَاسْتَاقُوا) بحذف المفعول، وفي رواية أبي ذرٍّ: <واستاقوا الإبل>.
          (فَبَعَثَ) صلعم (فِي آثَارِهِمْ) بمد الهمزة؛ أي: وراءهم الطلب عشرين أميرُهم كرزٌ، فأدركوهم فأُخِذُوا (فَأُتِيَ بِهِمْ) النَّبي صلعم أسارى (فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ) من خلاف (وَسَمَلَ) بفتح المهملة والميم؛ أي: فقأ (أَعْيُنَهُمْ) أي: أمر صلعم بذلك؛ لأنَّه ما باشر ذلك بنفسه الزَّكيَّة (ثُمَّ لَمْ يَحْسِمْهُمْ) بسكون الحاء وكسر السين المهملة؛ أي: لم يَكْوِ مواضِعَ القَطْعِ لينقطع الدَّم بل تَرَكَهم (حَتَّى مَاتُوا).
          ومطابقة الحديث للتَّرجمة ظاهرةٌ من جهة العموم.
          وقد مضى الحديث في كتاب الوضوء، في باب أبوال الإبل والدواب [خ¦233]، ومضى الكلام فيه مستوفى.