إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: إن الله حرم مكة يوم خلق السموات والأرض

          4313- وبه قال: (حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ) هو ابنُ منصور، وبه جزم أبو عليٍّ الجيانيُّ، أو هو ابنُ نصرٍ، قاله الحاكمُ قال: (حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ) هو النَّبيل (عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ) عبدِ الملكِ بنِ عبدِ العزيزِ، أنَّه قالَ: (أَخْبَرَنِي) بالإفراد (حَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ) أي: ابنِ يَناق المكِّيُّ (عَنْ مُجَاهِدٍ) هو ابنُ جبرٍ: (أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم ) هذا مرسلٌ، وقد وصله في «الحجِّ» [خ¦1834] و«الجهاد» [خ¦3077] من رواية منصور عن مجاهد عن طاوسَ عن ابنِ عبَّاسٍ (قَامَ يَوْمَ الفَتْحِ فَقَالَ: إِنَّ اللهَ حَرَّمَ مَكَّةَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، فَهْيَ حَرَامٌ بِحَرَامِ اللهِ) بفتح الحاء والراء بعدها ألفٌ في اللَّفظين (إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ) والخليلُ مبلِّغ التَّحريم عن الله إلى النَّاس (لَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ قَبْلِي، وَلَا تَحِلُّ لأَحَدٍ بَعْدِي، وَلَمْ تَحْلِلْ) بفتح الفوقية وكسر اللام الأولى، ولأبي الوقتِ والأَصيليِّ ”ولم تُحلَلْ“(1) بضم الفوقية وفتح اللام (لِي) وزاد أبو ذرٍّ والوقت ”قط“ (إِلَّا سَاعَةً مِنَ الدَّهْرِ) ما بين أوَّل النَّهار ودخول العصر (لَا يُنَفَّرُ صَيْدُهَا) أي: لا يُزْعج عن مكانهِ‼ (وَلَا يُعْضَدُ) لا يقطعُ(2) (شَوْكُهَا) ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ ”شجرُهَا“ (وَلَا يُخْتَلَى) بضم التحتية وسكون المعجمة مقصورًا، لا يقلعُ(3) (خَلَاهَا) بفتح المعجمة مقصورًا _أيضًا_، كلؤُها الرَّطب (وَلَا تَحِلُّ لُقَطَتُهَا إِلَّا لِمُنْشِدٍ) يعرِّفها ثمَّ يحفظها لمالكها، ولا يتملَّكُها كسائرِ لقطة غيرها من البلادِ (فَقَالَ العَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ: إِلَّا الإِذْخِرَ) بالمعجمتين (يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنَّهُ لَا بُدَّ مِنْهُ لِلْقَيْنِ) بفتح القاف، الحدَّاد للوقود (وَالبُيُوتِ) في سقفِها بأن يجعلَ فوق الخشبِ، أو للوقودِ كالحلفاءِ (فَسَكَتَ) صلعم (ثُمَّ قَالَ) بوحي أو نفثٍ في روعهِ: (إِلَّا الإِذْخِرَ، فَإِنَّهُ حَلَالٌ) والنَّبيُّ صلعم لا ينطقُ عن الهوى، فالتَّحريم إلى اللهِ حكمًا، وإلى رسولِ اللهِ بلاغًا.
          (وَعَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ) عبدِ الملك بالإسناد السَّابق، أنَّه قال: (أَخْبَرَنِي) بالإفراد (عَبْدُ الكَرِيمِ) ابنُ مالكٍ الجزريُّ الخِضْرِميُّ(4) _بالخاء والضاد المعجمتين_، نسبةً إلى قريةٍ من اليمامة (عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِمِثْلِ هَذَا) الحديث السَّابق (أَوْ نَحْوِ هَذَا) شكٌّ من الرَّاوي، وهل المثْل والنَّحو مُتَرادفان، أو المثل هو المتَّحد في الحقيقةِ، والنَّحو أعمُّ؟ (رَوَاهُ) أي: الحديث المذكور (أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلعم ) فيما سبق موصولًا في «كتاب العلم» [خ¦112].


[1] في (ب): «ولم تحل».
[2] في (ب): «يقلع».
[3] في (ب) و(د): «يقطع».
[4] في (ص) و(س) و(ب) و(ل): «الخضريُّ».