إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: إن قتل زيد فجعفر وإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة

          4261- وبه قال: (أَخْبَرَنَا) ولأبي ذرٍّ والأَصيليِّ وابن عساكرٍ ”حَدَّثنا“ (أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ) واسم أبي بكرٍ: القاسمُ بن الحسينِ بنِ زُرَارة بن مصعبِ بنِ عبد الرَّحمن بنِ عوفٍ، أبو مصعبٍ القُرَشيُّ الزُّهرِيُّ المدَنِيُّ صاحب مالك بن أنسٍ قال: (حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) الحزاميُّ، كذا قال ابنُ خلفونَ: أنَّ أحمد روى عن الحِزَامِيِّ، وقال العينيُّ _كابن حجرٍ_: إنَّه المخزوميُّ. قال: وفي طبقتهِ الحِزاميُّ وهو أوثقُ من المخزُومِيِّ، وليس للمخزومِيِّ في البخاريِّ سوى هذا الحديث، وهو بطريقِ المتابعةِ عنده، وكان المخزومِيُّ فقيهَ أهلِ المدينةِ بعدَ مالكٍ وهو صدوقٌ (عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْد) بسكون العين _وللأَصيليِّ وابن عساكرٍ ”سعِيد“ بكسرها_ ابنِ أبي هندٍ الفَزَارِيِّ، ثقةٌ صدُوق (عَنْ نَافِعٍ، عَنْ) مولاه (عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ☻ )‼، وسقط «عبد الله» لأبي ذرٍّ وابن عساكرٍ، أنَّه (قَالَ: أَمَّرَ) بتشديد الميم (رَسُولُ اللهِ صلعم فِي غَزْوَةِ مُوتَةَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم : إِنْ قُتِلَ زَيْدٌ فَجَعْفَرٌ) أي: ابن أبي طالبٍ أميرُهم (وَإِنْ قُتِلَ جَعْفَرٌ فَعَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ) الأميرُ.
          (قَالَ عَبْدُ اللهِ) بنُ عمر _بالإسنادِ السَّابق_: (كُنْتُ فِيهِمْ فِي تِلْكَ الغَزْوَةِ، فَالتَمَسْنَا) طلبنا (جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ) بعد أن قُتِلَ (فَوَجَدْنَاهُ فِي القَتْلَى، وَوَجَدْنَا مَا فِي جَسَدِهِ) سقط للأَصيليِّ وابنِ عساكرٍ لفظ «ما» (بِضْعةً وَتِسْعِينَ مِنْ طَعْنَةٍ) برُمْحٍ (وَرَمْيَةٍ) بسهمٍ، ولا تنافي بين هذه والسَّابقة المقتصرة على خمسينَ [خ¦4260] لأنَّ تخصيصَ العددِ لا ينفي الزَّائد، أو أنَّ الخمسين كانت بصدرهِ والأُخرى بجسدِه كلِّه، أو أنَّ الزِّيادة باعتبارِ ما وجد فيه من رمي السِّهام، فإنَّ ذلك لم يذكرْ في الرِّواية الأولى.