إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: أين أنا اليوم أين أنا غدًا

          1389- وبالسَّند قال: (حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ) بن أبي أويسٍ(1) عبدِ الله بن أخت الإمام مالكِ بن أنسٍ قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد (سُلَيْمَانُ) بن بلال (عَنْ هِشَامٍ) هو ابن عروة «ح» (وَحَدَّثَنِي) بالإفراد (مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ) النَّشائيُّ _بالشِّين المعجمة_ قال: (حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ يَحْيَى بْنُ أَبِي زَكَرِيَّاءَ) الغسَّانيُّ (عَنْ هِشَامٍ، عَنْ) أبيه (عُرْوَةَ) بن الزُّبير بن العوَّام (عَنْ عَائِشَةَ) ♦ (قَالَتْ: إِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلعم لَيَتَعَذَّرُ فِي مَرَضِهِ) بالعين المهملة والذَّال المعجمة، أي: يطلب العذر فيما يحاوله من الانتقال إلى بيت عائشة، وعند القابسيِّ: ”يتقدَّر“ بالقاف والدَّال المهملة، أي: يسأل عن قدر ما بقي إلى يومها؛ ليهون عليه بعض ما يجد؛ لأنَّ المريض يجد عند بعض أهله ما لا يجده عند بعضٍ من الأُنس والسُّكون (أَيْنَ أَنَا اليَوْمَ؟) أي: لمن النَّوبة؟ (أَيْنَ أَنَا غَدًا؟) أي: لمن النَّوبة غدًا؟ أي: أيُّ امرأةٍ أكون غدًا عندها (اسْتِبْطَاءً لِيَوْمِ عَائِشَةَ) اشتياقًا إليها وإلى يومها، قالت عائشة: (فَلَمَّا كَانَ يَوْمِي قَبَضَهُ اللهُ بَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي) بفتح أوَّلهما وسكون ثانيهما، تريد: بين جنبي وصدري، والسَّحر: الرِّئة، فأطلقت على الجنب مجازًا، من باب تسمية المحلِّ باسم الحالِّ فيه، والنَّحر: الصَّدر (وَدُفِنَ فِي بَيْتِي) وهذا هو المقصود من الحديث، وقولها: «فلمَّا كان يومي قبضه الله» تعني: لو روعي الحساب(2) كانت وفاته واقعةً في نوبتي المعهودة قبل الإذن.


[1] زيد في (د): «ابن».
[2] «تعني لو روعي الحساب»: سقط من (ص) و(م).