إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث أبي هريرة: لكل عمل كفارة والصوم لي وأنا أجزي به

          7538- وبه قال: (حَدَّثَنَا آدَمُ) بن أبي إياسٍ قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بن الحجَّاج قال: (حَدَّثَنَا(1) مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ) القرشيُّ الجمحيُّ مولاهم أنَّه (قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ) ☺ (عَنِ النَّبِيِّ صلعم يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّكُمْ) تبارك وتعالى أنَّه (قَالَ: لِكُلِّ عَمَلٍ) من المعاصي (كَفَّارَةٌ) توجب ستره وغفرانه (وَالصَّوْمُ لِي) لا يتعبَّد به لغيري (وَأَنَا أَجْزِي بِهِ) الصَّائم، وغير الصَّوم(2) قد يفوَّض جزاؤه للملائكة (وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ) بضمِّ الخاء المعجمة: تغيُّر رائحة فمه بسبب خلاء معدته (أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ) والله تعالى منزَّهٌ عن الأطيبيَّة، فهو على سبيل الفرض يعني: لو فُرِض لكان أطيب منه، واستُشكِل بأنَّ دم الشَّهيد كريح المسك والخلوف أطيب، فيلزم منه(3) أن يكون الصَّائم أفضل من الشَّهيد، وأُجيب بأنَّ منشأ الأطيبيَّة ربَّما يكون الطَّهارة؛ لأنَّ الخلوف طاهرٌ والدَّم نجسٌ.
          والحديث سبق في «الصَّوم» [خ¦1894].


[1] في (د): «عن».
[2] في (د) و(ع): «الصَّائم».
[3] «منه»: ليس في (د).