إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث عبد الله: أن تجعل لله ندًا وهو خلقك

          7520- وبه قال: (حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ) أبو رجاءٍ قال: (حَدَّثَنَا جَرِيرٌ) هو ابن عبد الحميد (عَنْ مَنْصُورٍ) هو ابن المعتمر (عَنْ أَبِي وَائِلٍ) شقيق بن سلمة (عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ) بفتح العين، و«شُرَحْبِيْل» بضمِّ المعجمة وفتح الرَّاء وسكون الحاء المهملة وكسر الموحَّدة وبعد التَّحتيَّة السَّاكنة لامٌ، منصرفًا وغير منصرفٍ، الهَمْدانيِّ أبي ميسرة (عَنْ عَبْدِ اللهِ) بن مسعودٍ ☺ أنَّه (قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلعم : أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ؟ قَالَ) صلعم : (أَنْ تَجْعَلَ للهِ نِدًّا) بكسر النُّون وتشديد المهملة: مثلًا وشريكًا، ولأبي ذرٍّ والحَمُّويي: ”أن تجعل له(1) ندًّا“ (وَهْوَ خَلَقَكَ، قُلْتُ: إِنَّ ذَلِكَ لَعَظِيمٌ، قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ) أي: أيُّ شيءٍ من الذُّنوب أعظم بعد الكفر؟ (قَالَ) ╕ : (ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ) بفتح الهمزة (تَخَافُ) بالفوقيَّة والمعجمة المفتوحتين (أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ) بفتح التَّحتيَّة(2) والعين (قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّْ؟) بسكون «أيٍّ» مشدَّدةً في «اليونينيَّة» (قَالَ: ثُمَّ(3) أَنْ تُزَانِيَ(4) بِحَلِيلَةِ جَارِكَ) بالحاء المهملة، أي: بزوجته، قال صلعم : «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتَّى ظننت أنَّه سيوِّرثه» [خ¦6015]، فالزِّنى بزوجة الجار زنى وإبطال حقِّ الجار مع الخيانة فهو أقبح، والغرض من الحديث هنا: الإشارة إلى أنَّ(5) من زعم أنَّه يخلق فعل / نفسه يكون كمن جعل لله ندًّا، وقد ورد فيه الوعيد الشَّديد فيكون اعتقاده حرامًا، قاله في «فتح الباري».
          وأخرج الحديث في «باب إثم الزُّناة» من «الحدود» [خ¦6811](6).


[1] في (د): «لله»، وهو تحريفٌ.
[2] في (ع): «الفوفيَّة»، وليس بصحيحٍ.
[3] «ثمَّ»: سقط من (ع).
[4] في (د): «تزني».
[5] «أنَّ»: ليس في (د).
[6] زيد في (ع): «والله الموفِّق».