إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: أتاني جبريل فبشرني أنه من مات لا يشرك بالله شيئًا

          7487- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ) بالموحَّدة والمعجمة المشدَّدة، قال: (حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ) محمَّد بن جعفرٍ قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بن الحجَّاج (عَنْ وَاصِلٍ) الأحدب / بن حيَّان، بالحاء المهملة وتشديد التَّحتيَّة (عَنِ المَعْرُورِ) بالمهملات بوزن «مفعولٍ» ابن سويدٍ الكوفيِّ أنَّه (قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ) جندب بن جنادة ☺ (عَنِ النَّبِيِّ صلعم ) أنَّه (قَالَ: أَتَانِي جِبْرِيلُ) ◙ وفي «الرِّقاق» [خ¦6443] «عرض لي في جانب الحرَّة» (فَبَشَّرَنِي أَنَّهُ مَنْ مَاتَ) من أمَّتي (لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا) وجواب الشَّرط قوله: (دَخَلَ الجَنَّةَ، قُلْتُ): يا جبريل (وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى) يدخل الجنَّة؟ ولغير الكُشْمِيهَنيِّ: ”وإن زنى“ بالياء خطًّا بدل الألف (قَالَ) جبريل: (وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى) ولأبي ذرٍّ عن الكُشْمِيهَنيِّ: ”وزنى“ أي: يدخل الجنَّة.
          وسبق الحديث بزيادةٍ ونقصانٍ في «الاستقراض» [خ¦2388] و«الاستئذان» [خ¦6268] و«الرِّقاق» [خ¦6443] قال في «الفتح» وفي مناسبته للتَّرجمة هنا غموضٌ، وكأنَّه(1) من جهة أنَّ جبريل إنَّما يبشِّر النَّبيَّ صلعم بأمرٍ يتلقَّاه عن(2) ربِّه تعالى، فكأنَّ الله تعالى قال له: بشِّر محمَّدًا بأنَّ من مات من أمَّته لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنَّة، فبشَّره بذلك.


[1] قال الشيخ قطة ☼ : «قوله: وكأنه يعني وجه المناسبة».
[2] في (ص): «من».