إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل إلى أجل مسمى

          7448- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ) أبو سلمة التَّبوذكيُّ قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ) بن زيادٍ، العبديُّ قال: (حَدَّثَنَا عَاصِمٌ) الأحول بن سليمان أبو عبد الرَّحمن البصريُّ (عَنْ أَبِي عُثْمَانَ) عبد الرَّحمن بن ملٍّ النَّهديِّ (عَنْ أُسَامَةَ) بن زيد بن حارثة أنَّه (قَالَ: كَانَ ابْنٌ) وفي «النُّذور» [خ¦5655](1) بنتٌ (لِبَعْضِ بَنَاتِ النَّبِيِّ صلعم ) هي زينب كما عند ابن أبي شيبة وابن بشكوال (يَقْضِي) بفتح أوَّله وسكون القاف بعدها ضادٌ معجمةٌ، أي: يموت، والمراد: أنَّه كان في النَّزع، وللكشميهنيِّ: ”يُفضي“ بضمِّ أوَّله، بعده فاءٌ (فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ) صلعم (أَنْ يَأْتِيَهَا فَأَرْسَلَ) ╕ إليها (إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ، وَلَهُ مَا أَعْطَى) أي: الذي أخذه هو الذي كان أعطاه، فإن أَخَذَه أَخَذ ما هو له (وَكُلٌّ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى) مُقدَّرٍ مُؤجَّلٍ (فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ) أي: تنوي بصبرها طلب الثَّواب؛ ليُحسَب لها ذلك من عملها الصَّالح، فرجع إليها الرَّسول فأخبرها بذلك (فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ، فَأَقْسَمَتْ عَلَيْهِ) ليأتينَّها، قال أسامة ☺ : (فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلعم وَقُمْتُ مَعَهُ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ) ولأبي ذرٍّ عن الكُشْمِيهَنيِّ: ”وقمت(2) ومعه معاذ بن جبلٍ“ (وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَعُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ) زاد في «الجنائز» [خ¦1284]: «ورجالٌ» (فَلَمَّا دَخَلْنَا نَاوَلُوا رَسُولَ اللهِ صلعم الصَّبِيَّ) أو الصَّبيَّة (وَنَفْسُهُ) أو نفسها (تُقَلْقَلُ)(3) بضمِّ أوَّله وفتح القافين، تضطرب (فِي صَدْرِهِ) أو صدرها (حَسِبْتُهُ قَالَ: كَأَنَّهَا) أي: نفسه (شَنَّةٌ) بفتح الشِّين المعجمة والنُّون المشدَّدة، قِربةٌ يابسةٌ(4) (فَبَكَى رَسُولُ اللهِ صلعم ، فَقَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: أَتَبْكِي) يا رسول الله، وزاد أبو نُعَيمٍ وتنهى عن البكاء؟ (فَقَالَ) ╕ : (إِنَّمَا يَرْحَمُ اللهُ) وفي «الجنائز» [خ¦1284] «هذه رحمةٌ(5) جعلها الله في قلوب عباده، وإنَّما يرحم الله» (مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ) جمع رحيمٍ كالكرماء جمع كريمٍ، وهو من صيغ المبالغة.
          وسبق الحديث في «الجنائز» [خ¦1284] و«الطِّبِّ» [خ¦5655] و«النُّذور» [خ¦6655].


[1] هذا لفظ كتاب المرضى، ولفظ «النذور» [6655]: «إن ابني».
[2] «وقمت»: ليس في (د).
[3] زيد في (د): «في صدرها».
[4] في (د): «باليةٌ».
[5] قوله: «رحمة»: سقط من جميع النُّسخ.