إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: لا ومقلب القلوب

          7391- وبه قال: (حَدَّثَنِي) ولأبي ذرٍّ: بالجمع (سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ) الملقَّب بسعدويه، الواسطيُّ نزيل بغداد (عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ) عبد الله (عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ) صاحب المغازي (عَنْ سَالِمٍ، عَنْ) أبيه (عَبْدِ اللهِ) بن عمر بن الخطَّاب ☻ أنَّه (قَالَ(1): أَكْثَرُ مَا كَانَ النَّبِيُّ صلعم يَحْلِفُ: لَا وَمُقَلِّبِ القُلُوبِ) أي: لا أفعل أو لا أقول وحقِّ مقلِّب القلوب، وفي نسبة مقلِّب القلوب إلى الله تعالى إشعارٌ بأنَّه يتولَّى قلوب عباده ولا يَكِلُها إلى أحدٍ من خلقه، وفي دعائه‼ صلعم : «يا مقلِّب القلوب ثبِّت قلبي على دينك» إشارةٌ إلى شمول ذلك للعباد حتَّى الأنبياء، ودفْعُ توهُّم من يتوهَّم أنَّهم يُستَثْنَون من ذلك، قاله(2) البيضاوي.
          وفي الحديث أنَّ أعراض القلوب من إرادةٍ وغيرها تقع بخلق الله، وجواز تسمية الله بما ثبت في الحديث وإن لم يتواتر، وجواز اشتقاق الاسم له من الفعل الثَّابت، والحديث مرَّ في «القدر» [خ¦6617].


[1] زيد في (د): «كان».
[2] في (د) و(ع): «قال» ولعلَّه تحريفٌ.