الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب فضل العشاء

          ░22▒ (باب: فَضْل العِشَاء)
          قال الحافظ: لم أرَ مَنْ تَكَلَّم على هذه التَّرجمة، فإنَّه ليس في الحديثين ما يقتضي اختصاص العشاء بفضيلةٍ ظاهرةٍ، وكأنَّه مأخوذٌ مِنْ قوله صلعم: (مَا يَنْتَظِرُهَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ غَيْرَكُمْ)، فعلى هذا في التَّرجمة حذفٌ، أي: باب: فضل انتظار العشاء. انتهى.
          قلت: عندي فضل انتظار العشاء هو فضل العشاء.
          وتعقَّب العينيُّ كلام الحافظ إذ قال: إن كلامه آل إلى(1) أنَّ الفضل لانتظار العشاء لا للعشاء، فنقول مطابقته للتَّرجمة مِنْ حيث إنَّ العشاء عبادةٌ قد اختُصَّت بالانتظار لها مِنْ بين الصَّلوات، وبهذا ظهر فضلها(2). انتهى.
          وقال السِّنديُّ: الفضل هو ما ورد في الحديثين مِنْ مدح أهل العشاء والثَّناء عليهم وتبشيرهم عند انتظارهم(3). انتهى.
          وفي «تراجم شيخ المشايخ» تحت قوله: (مَا يَنْتَظِرُهَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ...) إلى آخره: الظَّاهر أنَّ مراده ◙ أنَّ الصَّلاة في هذا الوقت مخصوصٌ بهذه الأمَّة، ويحتمل أن يكون معناه أنَّكم مخصوصون بهذا الانتظار، لأنَّه كان في أوَّل الإسلام، / ولم يكن يصلِّي الصَّلاة إلَّا في مواضعَ عديدةٍ، والأنسب بترجمة الباب هو الأوَّل. انتهى.
          قلت: وعلى ما أفاده شيخ المشايخ مِنَ الاحتمال الأوَّل لا تكرار لهذا الباب بما سيأتي مِنْ (باب: مَنْ جلس في المسجد ينتظر الصَّلاة).


[1] قوله: ((إلى)) ليس في (المطبوع).
[2] عمدة القاري:5/63
[3] حاشية السندي1/74