الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب تزويج النبي عائشة وقدومها المدينة وبناؤه بها

          ░44▒ (باب: تَزْويجِ النَّبيِّ صلعم عائشة رضي الله [تعالى] عنها)
          وفي «تاريخ الخميس»: وفي شوَّالٍ هذه السَّنة_أي العاشرة مِنَ النُّبوَّة_ تزوَّج رسول الله صلعم سَوْدة وعائشة.
          وفي «أُسْد الغابة» لابن الأثير: تزوَّج صلعم بعد خديجة سودة بنت زَمْعة، قال الزُّهْريُّ: تزوَّجها قبل عائشة وهو بمكَّة [وبنى بها بمكَّة] أيضًا، وقال غيره: تزوَّج عائشة قبل سَوْدة، وإنَّما ابتنى بسودة قبل عائشة لصغر عائشة، وتزوَّج عائشة بمكَّة وبنى بها بالمدينة سَنة اثنتين(1).
          وفي «المواهِبِ اللَّدُنِّيَّة»: تزوَّج سَودة بمكَّة بعد موت خديجة قبل أن يعقد على عائشة، هذا قول قتادة وأبي عبيدة، ولم يذكر ابن قُتيبة غيره، ويقال: تزوَّجها بعد عائشة، ويجمع بين القولين بأنَّه صلعم عقد على عائشة قبل سودة، ودخل بسودة قبل عائشة / والتَّزويج يُطلق على كلِّ واحد مِنَ العقد والدُّخول.
          وفي «سيرة اليَعْمريِّ»: تزوَّج عائشة بمكَّة قبل الهجرة بسنتين، وقيل: بثلاث وهي بنت ستٍّ أو سبع... إلى آخر ما بسط، ثمَّ قال في وقائع السَّنة الأُولى مِنَ الهجرة: وفي هذه السَّنة بنى رسول الله صلعم بعائشة، وكان البناء بها على رأس تسعة أشهر، وقيل: ثمانية عشر شهرًا في شوَّالٍ، كذا في «المواهِبِ اللَّدُنِّيَّة» و«تاريخ اليافعيِّ» وكذا في «الوفاء» مِنْ غير لفظ: (في شوَّالٍ).
          وفي «المشكاة»: عن عائشة أنَّها قالت: تزوَّجَني رسول الله صلعم في شوَّالٍ، وبنى بي في شوَّالٍ، فأيُّ نساء رسول الله صلعم كان أَحْظَى عنده منِّي، وقيل: البناء بها في الثَّامن والعشرين مِنْ ذي الحجَّة، وقيل: زفافها وقع في السَّنة الثَّانية، والأوَّل أصحُّ، وكان البناء بها يوم الأربعاء ضحًى في منزل أبي بكر بالسُّنْح (2). انتهى.


[1] في (المطبوع): ((اثنين)).
[2] السُّنْح: من منازل بني الحارث في عوالي المدينة المنورة على ميل من المسجد النبوي، وفيها سكن أبي بكر ☺، (أنظر فتح الباري:7/29، 8/145)