الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب إسلام أبي ذر

          ░33▒ (باب: إسْلَام أبي ذرٍّ)
          تقدَّم هذا الباب قبل (باب: جهل العرب) مِنْ كتاب بدء الخلق، وذكر هناك اختلاف النُّسخ، وهذه التَّرجمة بحسب بعض النُّسخ مكرَّرة، فذكرها هاهنا ثانيًا لكون إسلامه في بدء المبعث، فقد قيل: إنَّ إسلامه كان بعد أربعة، كما في «الإصابة».
          وأبو ذرٍّ اسمه جُنْدُب، وقيل: بُرَيْدُ بن جُنَادة_بضمِّ الجيم والنُّون الخفيفة_ ابن سفيان، وقيل: سفير بن عبيد بن حَرَام _بالمهملتين_ ابن غِفار، وغِفار مِنْ بني كنانة.
          واختُلِف في اسمه واسم أبيه اختلافًا كثيرًا، وأُمُّه رَمْلَة بنتُ الوَقِيعَة مِنْ بني غِفار، قال خليفة بن خيَّاط: مات سَنة اثنتين وثلاثين بالرَّبْذة قريةٍ مِنْ قرى المدينة في خلافة عثمان بن عفَّان، وصلَّى عليه عبدُ الله بن مسعود رضي الله عنه وعنهم أجمعين. انتهى مِنَ «الفتح» والعينيِّ.
          وقال الحافظ في «الإصابة»: أبو ذرٍّ الغِفاريُّ، الزَّاهد، المشهور الصَّادق اللَّهجة، مختَلفٌ في اسمه واسم أبيه، والمشهور أنَّه جُنْدُب بن جُنَادة بن سكن، وقيل: ابن عبد الله، وقيل: اسمه بربر(1)، وقيل: بالتَّصغير، والاختلاف في أبيه كذلك، ووقع في رواية لابن ماجَهْ: ((أنَّ النَّبيَّ صلعم قال لأبي ذرٍّ: يَا جُنَيْدِبُ)) وكان مِنَ السَّابقين إلى الإسلام، وقصَّة إسلامه في «الصَّحيحين» على صفتين بينهما اختلافٌ ظاهر... إلى آخر ما بسط.
          وكانت وفاته بالرَّبْذة سَنة إحدى وثلاثين، وقيل: في الَّتي بعدها، وعليه الأكثر، ويقال: إنَّه صلَّى عليه عبدُ الله بن مسعود في قصَّة رُوِيت بسندٍ لا بأس به. انتهى.


[1] في (المطبوع): ((برير)).