الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب ذكر هند بنت عتبة بن ربيعة

          ░23▒ (باب: ذكر هِنْدَ بنتِ عُتْبَة بن رَبِيْعَة ♦)
          وعندي أنَّ المقصود بيان عداوة المشركين في مبدأ الإسلام حتَّى النِّساء يجببن(1) ذلَّة المسلمين، لكنَّ فيه أنَّ العداوة حدثت بعد المبعث، فكان [ينبغي] ذكرُها بعدها.
          وقال الحافظ: هي بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، وهي والدة معاوية، قُتل أبوها ببدر، كما سيأتي في المغازي وشهدت مع زوجها أبي سفيان أُحدًا، وحرَّضت على قتل حمزة عمِّ النَّبيِّ صلعم لكونه قتل عمَّهَا شيبة، وشَرَك في قتل أبيها عُتْبَة، فقَتَله وَحْشِيُّ بن حَرْب، كما سيأتي بيان ذلك في حديث وَحْشِيٍّ، ثمَّ أسلمت هند يوم الفتح، وكانت مِنْ عُقَلاء النِّساء، وكانت قبل أبي سفيان عند الفَاكِه بن المُغِيرة المخزوميِّ، ثمَّ طلَّقها في قصَّةٍ جرتْ، فتزوَّجها أبو سفيان، فأنتجت عنده، وهي القائلة للنَّبيِّ صلعم لمَّا شرط على النِّساء المبايعة ولا يَسْرِقْن ولا يَزْنِين: وهَلْ تَزْنِي الحُرَّة؟! وماتت هند في خلافة عمر. انتهى مِنَ «الفتح».
          وقالَ القَسْطَلَّانيُّ: أسلمت في الفتح بعد إسلام زوجها أبي سفيان، وأقرَّها رسول الله صلعم على نكاحها، وكانت امرأة ذات فقه(2) ورأيٍ وعقلٍ، وشهدت أحدًا كافرةً، فلمَّا قُتل حمزة مثَّلت به، وشقَّت كبده فلاكتها. انتهى.
          قال الحافظ: وقد كانت هند في منزلة أمَّهات نساء النَّبيِّ صلعم، لأنَّ أمَّ حبيبة ♦ إحدى زوجاته صلعم بنت زوجها أبي سفيان. انتهى.


[1] في (المطبوع): ((يحببن)).
[2] في (المطبوع): ((أنفة)).