إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: ذهب أهل الهجرة بما فيها

          4305- 4306- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ) الخُزاعِيُّ الحرَّانِيُّ _سكن مصر_ قال: (حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ) هو ابنُ معاويةَ قال: (حَدَّثَنَا عَاصِمٌ) هو ابنُ سليمانَ (عَنْ أَبِي عُثْمَانَ) عبدِ الرَّحمن بنِ ملٍّ النَّهديِّ، أنَّه (قَالَ: حَدَّثَنِي) بالإفراد (مُجَاشِعٌ) بميم مضمومة فجيم فألف فشين معجمة مكسورة فعين مهملة، ابنُ مسعودِ بنِ ثعلبةَ بنِ وهبٍ السُّلمي _بضم السين_ أنَّه (قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلعم بِأَخِي) مجالد (بَعْدَ الفَتْحِ، قُلْتُ(1): يَا رَسُولَ اللهِ، جِئْتُكَ بِأَخِي لِتُبَايِعَهُ عَلَى الهِجْرَةِ) إلى المدينةِ (قَالَ) ╕ : (ذَهَبَ أَهْلُ الهِجْرَةِ) الَّذين هاجروا قبلَ الفتح (بِمَا فِيهَا) من الفضل(2)، فلا هجرةَ بعد الفتحِ، ولكن جهادٌ ونيَّةٌ (فَقُلْتُ: عَلَى أَيِّ شَيْءٍ تُبَايِعُهُ؟ قَالَ) ╕ : (أُبَايِعُهُ عَلَى الإِسْلَامِ وَالإِيمَانِ وَالجِهَادِ) عند الحاجةِ إليه.
          قال أبو عثمان النَّهديُّ: (فَلَقِيتُ أَبَا مَعْبَدٍ) يريدُ: مجالدًا (بَعْدُ) أي: بعدَ سماعي الحديثَ من مجاشعٍ، وللأَصيليِّ وابنِ عساكرٍ وأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي ”فلقيتُ معبدًا“ والصواب الأوَّل (وَكَانَ) أي: أبو معبدٍ (أَكْبَرَهُمَا) أي: أكبرُ الأخوين (فَسَأَلْتُهُ) عن حديثِ مجاشعٍ الَّذي سمعتهُ منه (فَقَالَ: صَدَقَ مُجَاشِعٌ).
          وهذا الحديث قد مرَّ في أوائل «الجهاد» في «باب البيعة في الحرب أن لا يفرُّوا» مختصرًا [خ¦2962].


[1] في (ب): «فقلت».
[2] في (ص): «الفتح».