التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: خدمت النبي عشر سنين فما قال لي أف

          6038- قوله: (سَمِعَ سَلَّامَ بْنَ مِسْكِينٍ): تَقَدَّمَ أنَّ (سَلَّامًا) هذا بتشديد اللَّام، وهذا مَعْرُوفٌ عند أهله.
          قوله: (خَدَمْتُ النَّبِيَّ صلعم عَشْرَ سِنِينَ): تَقَدَّمَ الكلامُ عليه، وأنَّ في «مسلم»: (تسعَ سنين)، والظاهرُ أنَّه خدمَه تسعًا وكسرًا، فتارةً أطلقَ على الكسر سنةً، وتارةً أسقطَه، وتَقَدَّمَ ما رواه أبو يعلى المَوْصِلِيُّ في «مسنده»، والكلامُ على سندِه [خ¦5166].
          قوله: (فَمَا قَالَ لِي: أُفٍّ): (أف): معناه: الاحتقار؛ وهو صوتٌ إذا صوَّت به الإنسانُ؛ عُلِمَ أنَّه مُتضجِّرٌ متكرِّهٌ، وقيل: أصل الأفِّ مِن وسخ الإصبع إذا فُتِل، وقد أفَّفتُ بفلان تأفيفًا، وأففتُ به؛ إذا قلتَ له: أفٍّ لكَ، وفيها لغاتٌ حكاها الأخفشُ: أُفِّ؛ وهي أفصحُها وأكثرُها استعمالًا؛ بضَمِّ الهمزة، وتشديد الفاءِ مكسورةً، وأُفَّ، وأُفُّ، وأُفٍّ، وأُفًّا، وأُفٌّ، وقد حكى فيها النَّوَويُّ في «تهذيبه» عشرَ لُغاتٍ عَنِ القاضي عياضٍ وآخرين: ضمُّ الهمزة مع ضمِّ الفاء وكسرها وفتحها بلا تنوين، وبالتنوين، فهذه ستُّ لُغاتٍ، و(أُفْ)؛ بضَمِّ الهمزة، وإسكان الفاء، و(إِفَ)؛ بكسر الهمزة، وفتح الفاء، و(أُفِّي) و(أُفَّه)؛ بضَمِّ همزتهما، قالوا: وأصل الأفِّ والتُّفِّ: وسخُ الأظفار، وتستعملُ هذه الكلمةُ في كلِّ ما يُستقذَر، وهي اسم فعلٍ في الواحد والاثنينِ والجميع بلفظٍ واحدٍ، قال الله تعالى: {فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ}[الإسراء:23]، قال الهرويُّ: (يُقال لكلِّ ما(1) يُضجَر منه ويُستثقَل: أفٍّ له، وقيل: معناه: الاحتقار، مأخوذٌ من الأَفَفِ؛ وهو القليلُ)، انتهى لفظه، وقد تَقَدَّمَ [خ¦65-7088].
          قوله: (وَلَا: لِمَ صَنَعْتَ؟): (لِمَ)؛ بفتح الميم: استفهامٌ.


[1] في (أ): (يقال لكما)، والمثبت من مصدره.