التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: يتقارب الزمان وينقص العمل

          6037- قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه الحكم بن نافع، و(شُعَيْبٌ): هو ابن أبي حمزة، و(الزُّهْرِيُّ): مُحَمَّد بن مسلم ابن شهاب، و(حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ): هو ابن عوف الزُّهْرِيُّ، لا حُمَيد بن عبد الرَّحْمَن الحِمْيَريُّ، هذا الثاني ليس له في «البُخاريِّ» شيءٌ عن أبي هريرة، إنَّما روى له عن أبي هريرة مسلمٌ حديثًا واحدًا؛ وهو: «أفضل الصيام بعد رمضان شهرُ الله المحرَّم»، وهذا الحديث ليس في «البُخاريِّ»، فالحِمْيَريُّ [ليس] له شيءٌ في «البُخاريِّ» عن أبي هريرة، والله أعلم. /
          قوله: (يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ): قال ابن قُرقُول: (وفي حديث أشراط الساعة: «يتقاربُ الزمانُ حتَّى تكونَ السنةُ كالشهرِ...»؛ الحديثَ، قيل: معناه: لطيب تلك الأيَّام، حتَّى لا تكاد تُستطال، بل تقصُرُ، وأشار الخطَّابيُّ إلى أنَّه على ظاهره مِن قِصَر مُدَدِها، وأمَّا حديثُ: «يتقاربُ الزمانُ، وتكثُرُ الفِتَنُ، وينقُصُ العِلْمُ»؛ فقيل: هو دنوُّه مِنَ الساعة، كما تَقَدَّمَ، وقيل: هو قِصَرُ الأعمار، وقيل: قِصَرُ اللَّيل والنَّهارِ بمعنى الحديث الأول، وقيل: تقارُبُ الناس في الأحوال، وقلَّةُ الدِّين والعِلْمِ، وعدمُ التفاضلِ في الدِّين والعِلْم والأمر بالمعروفِ والنَّهي عَنِ المنكر، ويكون أيضًا: يردي ويسوء؛ لما ذُكِرَ(1) مِن كثرة الفِتَنِ وما يتبعُها).
          قوله: (وَيُلْقَى الشُّحُّ) أي: يُجعَل في القلوب وتُطبَع عليه، قال ابن قُرقُول: (وضبطناه عن أبي بحر: «يُلقَّى»؛ مشدَّد القاف؛ بمعنى: يُعطى ويُستعمَل(2) به الناسُ ويُحمَلوا عليه؛ كما قيل في قوله: {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا}[فصلت:35]؛ أي: يُعطاها، وقيل: يُوفَّق لها)، انتهى، وفي «تذكرة القرطبيِّ» الرِّوايتانِ، وذكر أنَّ معنى المخفَّف: يُترَك؛ لإفاضة المال وكثرته... إلى أن قال: (ولا يجوز أنْ يكونَ بمعنى «يُوجَد»؛ لأنَّ الشُّحَّ ما زال موجودًا قبل تقارُبِ الزَّمان)، والله أعلم.
          قوله: (وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ): هو بفتح الهاء، وإسكان الراء، وبالجيم، وقد فسَّره بـ(الْقَتْلِ).
          تنبيهٌ: في بعض طرقِه في «الصحيح»: (والهَرْجُ؛ بلسان الحبشة: القتلُ) [خ¦7066]، قال ابنُ قُرقُول: (هي مِن كلام بعض الرُّواة، وإلَّا؛ فهي عربيَّةٌ صحيحةٌ)، انتهى، وهي في «الصحيح»: (قال أبو موسى...) فذكرَه؛ يعني: الأشعريَّ، فيحتملُ أنَّ الحبشيَّة وافقَتِ العربيَّةَ، والله أعلم.


[1] في (أ): (ذكره)، والمثبت من مصدره.
[2] في هامش (أ): (لعلَّه: ويشتغل)، والمثبت موافق لما في مصدره.