التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر

          3606- قوله: (حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى): هذا الرجل تَقَدَّمَ أنَّه يحيى بن موسى البَلْخيُّ السَّخْتيَانيُّ خَتٌّ، ولُقِّب بـ(ختٍّ)؛ لأنَّها جرت على لسانه، وتَقَدَّمَ مُتَرْجَمًا [خ¦945] [خ¦2434]، و(الْوَلِيدُ) بعده: هو ابن مسلمٍ، تَقَدَّمَ مُتَرْجَمًا [خ¦559]، وهو عالمُ أهلِ الشام، و(ابْنُ جَابِرٍ): هو عبدُ الرَّحْمَن بن يزيد بن جابرٍ، و(بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ): تَقَدَّمَ غَيْرَ مَرَّةٍ أنَّه بضَمِّ المُوَحَّدة وبالسين المُهْمَلَة، و(أَبُو إِدْرِيسَ): تَقَدَّمَ أنَّه عائذُ الله بن عبد الله، و(حُذَيْفَة بْن الْيَمَانِي): تَقَدَّمَ أنَّ الصحيحَ أنَّه بإثبات الياء، وتَقَدَّمَ الاختلاف في اسم (اليماني) هل هو حُسيل أو حِسْل، وترجمتُه وبعضُ ترجمةِ ابنِه حذيفةَ ☻ [خ¦3/4-110] [خ¦3290].
          قوله: (وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ: «نَعَمْ»): هو ولاية عُمر بن عبد العزيز، قاله القاضي عياض.
          قوله: (وَفِيهِ دَخَنٌ)، وكذلك: (وَمَا دَخَنُهُ؟): هو بفتح الدال المُهْمَلَة والخاء المُعْجَمَة وبالنون، وهو الدخان، أراد به: غير صافٍ ولا خالصٍ، بل كَدِرٌ؛ كالشيء الذي أصابه الدُّخانُ فغيَّر لونه.
          قوله: (بِغَيْرِ هَدْيِي): (الهَدْي)؛ بفتح الهاء وسكون الدال المُهْمَلَة: الطريقة والمذهب والسَّمْت، وقد ضبط هذا الأصيليُّ والقابسيُّ بضَمِّ الهاء، قال ابن قرقول: (وبالوجهين قيَّدناه في غير موضعٍ).
          قوله: (مِنْ جِلْدَتِنَا): هو بكسر الجيم وإسكان اللام، ثُمَّ دالٍ مهملةٍ مفتوحةٍ، ومعناه: جنسنا وجيلنا(1) _أراد به: العرب، انتهى_ والأجلاد: الأشخاص، وقد يكون المراد به: لون الجلد؛ أي: بيض.
          قوله: (وَلَوْ أَنْ تَعَضُّ): هو مَرْفُوعٌ؛ لأنَّه لَمْ يتقدَّم ناصبٌ ولا جازمٌ، و(أنْ) مُخَفَّفة من الثقيلة، كذا أحفظُه بالرفع، وقد سألني بعض فضلاء الدماشقة عنه(2)، فقلت له: إنَّه(3) بالرفع والنصب، فقال لي: إنَّ أبا حيَّان قال: («أن» الناصبة لا تلي «لو»)، وأظنُّه عزاه لـ«ارتشاف الضَّرَب»، والله أعلم، ولم أرَ أنا ذلك في «ارتشاف الضَّرَب» في مكانه في (أن) ولا في (لو)، ولكن في «المغني» لابن هشام في (لو) معناه، وقد رأيته عن الأشيريِّ(4) أنَّه بالرفع، ثُمَّ رأيته أيضًا عن الأشيريِّ أنَّه قال: («تعضُّ» مَرْفُوعٌ؛ لأنَّه فعل مضارع لم ينصبه شيءٌ، فـ«أن» هذه ليست هي «أن» الناصبة، إنَّمَا هي مُخَفَّفة مِنَ الثقيلة؛ تقديره: ولو أنَّك تعضُّ)، ورأيت عن الشيخ العلَّامة عزِّ الدين ابنِ الحاضريِّ _صاحبنا وأخينا، وكان في آخر وقتٍ نحويَّ حلبَ_ أنَّه قال: (يجوز نصبها، والأُولى أَولى)، انتهى، وهي في أصلنا هنا وفي (الفتن) [خ¦7084] بالنصب، والله أعلم.


[1] في (أ): (جيليا).
[2] في (ب): (عنها).
[3] في (ب): (إنَّها).
[4] في (ب): (الأثيريِّ)، وكذا في الموضع اللاحق.