التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خوزًا وكرمان من الأعاجم

          3590- قوله: (حَدَّثَنَا يَحْيَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ): تَقَدَّمَ الكلام على (يحيى عن عبد الرَّزَّاق) في (باب اللِّعان في المسجد) وغيره [خ¦423]، وأذكره أيضًا في (التفسير) في (اقْرَأ) [خ¦4958]، والله أعلم، وكذا تَقَدَّمَ (مَعْمَر)، وأنَّه بميمَين مفتوحَتَين، بينهما عين ساكنة، وأنَّه ابنُ راشدٍ، وتَقَدَّمَ (هَمَّام): أنَّه ابنُ مُنَبِّه.
          قوله: (خُوزًا وَكَرْمَانَ): قال ابن قُرقول: («خُوزَ كرمانَ»، ورُوِيَ: «خُوزَ وكرمانَ»، ورُوِيَ: «خُوزًا وكَـِرمان»؛ بفتح الكاف وكسرها، والخُوز: جيلٌ من العجم، وكرمان: مدينةٌ، ورواه الجُرْجانيُّ: «خُورَ كرمانَ»؛ براء مهملة مضافًا إلى «كرمان»، فقيل: إنَّ «خور» _بالراء_ من أرض فارس، قال الدَّارَقُطْنيُّ: صوابه: بالراء مع الإضافة، وحكاه عن أحمدَ ابنِ حنبل، وقال: إنَّ غيره صحَّف فيه، قال غيره: إذا أَضفتَ؛ فبالراء لا غير، وإذا عطفتَ؛ فبالزاي لا غير)، انتهى.
          وقال ابنُ الأثير: («خُوز وكرمان»، ورُوِيَ: «خور وكرمان»، و«خُوزًا وكرمان»(1)، والخُوز: جيلٌ معروف، وكرمان: صُقع معروف في العجم، ويروى بالراء المُهْمَلَة، وهو من أرض فارس، وصوَّبه الدَّارَقُطْنيُّ، وقيل: إذا أضفتَ؛ فبالراء، وإذا عطفتَ؛ فبالزاي)، انتهى، وسيأتي قريبًا كلامٌ في (خوز وكرمان).
          [وقال بعضُهم: («خوزًا وكِرمان»: بلدان(2) معروفان بالشرق، قال الإمام أحمدُ: أخطأ عبدُ الرَّزَّاق في قوله: «جوزًا»؛ بالجيم)، انتهى، وإنَّمَا ذكرتُ هذه الجملةَ لأجلِ كلامِ أحمدَ](3).
          قوله: (وُجُوهُهُمُ المَجَانُّ المُطْرَقَةُ): تَقَدَّمَ قبلُ الكلامُ على (المَجَانِّ) وعلى (المُطْرَقة)، في (الجهاد) [خ¦2927]، وقال الدِّمْيَاطيُّ في (المُطرَقَة) ما لفظه: (مشتقَّة من الطِّراق؛ وهو الجلد الأحمر) انتهى.
          قوله: (تابَعَهُ غَيْرُهُ): كذا في أصلنا الدِّمَشْقيِّ، وكان فيه: (عَبْدة)، فضُرِب عليها، وخرج في الهامش: (غيره)، وفي أصلنا القاهريِّ: (تابعه غيره)، وكذا قاله المِزِّيُّ في «أطرافه»، انتهى، وفي نسخة: (عَبْدة) عوض (غيرُه)، وهي نسخةٌ في هامش أصلنا، وهو بإسكان المُوَحَّدة، والضمير في (غيرُه) عائد على يحيى الراوي عن عبد الرَّزَّاق، وقد تَقَدَّمَ مَن هو، وأمَّا (عَبْدة)؛ فلا أعرفه بعينه، والله أعلم به.
          وقد روى البُخاريُّ لعَبْدة بن سليمان، وعَبْدة بن عبد الله، وعَبْدة بن أبي لبابة، وهذا الأخير لا يمكن أنْ يكون هو، فبقي الأمر بين ابنِ عبد الله وابنِ سُلَيمان، ولم أرَ في الرواة عن عبد الرَّزَّاق أحدًا اسمه عَبْدة، مع أنَّ ابن سليمان تُوُفِّيَ سنة ░188هـ▒، وابن عبد الله تُوُفِّيَ سنة ░258هـ▒، وعبد الرَّزَّاق تُوُفِّيَ سنة ░211ه)، وأمَّا(4) الرُّواة عن عبدِ الرَّزَّاق؛ فجماعةٌ كثيرون مذكورون في «تهذيب المِزِّيِّ»، وبعضُهم مذكورٌ في «التذهيب» للذهبيِّ، وفي «الكمال» لعبدِ الغنيِّ، والله أعلمُ مَن هو منهم.


[1] (وخوزًا وكرمان): ليس في مصدره و(ب).
[2] (بلدان): سقط من (ب).
[3] ما بين معقوفين جاء في النسختين _وهو في (أ) مستدرك_ بعد قوله في الحديث ░3591▒: (وكذلك اختُلِف في تقديم الزاي، انتهى).
[4] في (ب): (وباقي).