التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: يا فلان ما يمنعك أن تصلي معنا؟

          3571- قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ): هو هشامُ بنُ عبدِ الملك الطيالسيُّ، تَقَدَّمَ.
          قوله: (حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ زَرِيرٍ): (سَلْم): بفتح السين المُهْمَلَة، وإسكان اللام، و(زَرِيْر): بفتح الزاي، وكسر الراء، ثُمَّ مُثَنَّاة تحت ساكنة، ثُمَّ راء، كنيةُ سَلْمٍ أبو يونسَ، العطارديُّ، عن أبي رجاءٍ وبُرَيد بنِ أبي مريم، وعنه: حَبَّانُ وأبو الوليد، له عشرة أحاديثَ(1)، وثَّقهُ أبو حاتمٍ، وضعَّفه ابنُ مَعِين، كذا في «الكاشف»: أنَّ له عشرة أحاديث، وقال في ترجمته في «الميزان»: (له ثمانيةَ عشرَ حديثًا)، وزاد على ما هنا: (أنَّ أبا داود والنَّسائيَّ قالا: ليس بالقويِّ)، انتهى، أخرج له البُخاريُّ، ومسلم، والنَّسائيُّ، وقال في «التذهيب»: (له في الكتب ثلاثةُ أحاديثَ، بقي إلى حدود الستين ومئة)، انتهى(2).
          قوله: (أَخْبَرنَا أَبُو رَجَاءٍ): (أبو رجاء) هذا: هو عِمران بن مِلْحَان، وقيل في اسمه غير ذلك، وقد تَقَدَّمَ [خ¦344].
          قوله: (فَأَدْلَجُوا): تَقَدَّمَ الكلام على (أَدْلَج) و(ادَّلَج)، و(أدْلج): سار بلَيلٍ، وهل بينهما فرقٌ أم لا [خ¦39].
          قوله: (عَرَّسُوا): تَقَدَّمَ أنَّ (التعريس): النزول من آخر الليل، وقيل: أيَّ وقتٍ كان، قاله الخليل [خ¦484] [خ¦2661]. /
          قوله: (فَغَلَبَتْهُمْ أَعْيُنُهُمْ حَتَّى ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ): تَقَدَّمَ كلام ابن العربيِّ(3) القاضي أبي بكرٍ في تكرُّر هذه الواقعة، وكذا [كلامُ] النَّوويِّ: (أنَّه اتَّفق له في سفرتين أو أسفار)، وذكرت كلام ابن قَيِّمِ الجَوزيَّة الحافظِ شمسِ الدين: أنَّ ذلك لَمْ يتَّفق إلَّا مَرَّةً واحدةً، ورَدَّ الأحاديثَ إلى حديثٍ واحدٍ؛ فانظره في (التيمُّم) [خ¦344]، وكذا قال أبو عُمر ابن عَبْدِ البَرِّ.
          قوله: (وَكَانَ لَا يُوقَظُ رَسُولُ اللهِ صلعم): (يُوقَظ): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ، و(رسولُ): مَرْفُوعٌ نائبٌ مَنَابَ الفاعل.
          قوله: (فَقَعَدَ أَبُو بَكْرٍ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَجَعَلَ يُكَبِّرُ وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ): قال الدِّمْيَاطيُّ ما لفظه: (حديث سَلْم بن زَرِير رواه مسلمٌ من حديث عبيد الله بن عبد المجيد عنه، وفيه: أنَّ الذي كبَّر ورفع صوته عُمرُ، لا أبو بكر، وكذلك رواه البُخاريُّ في «التيمُّم» ومسلمٌ في «الصلاة» من حديث عوفٍ عن أبي رجاءٍ عِمران بن ملحان _وقيل: ابن تَيْم_ وفيه: أنَّ عُمر كان رجلًا جليدًا، فكبَّر ورفع صوته بالتكبير حتَّى استيقظ رسول الله صلعم [خ¦344])، انتهى.
          قوله: (فَاعْتَزَلَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ لَمْ يُصَلِّ مَعَنَا): هذا الرجل لا أعرفه.
          قوله: (وَجَعَلَنِي النَّبِيُّ صلعم فِي رَكُوبٍ بَيْنَ يَدَيْهِ): كذا رُوِيَ، وقال بعضهم: (وصوابه: عجَّلني؛ أي: أمرني بالعَجَلَة، وكذا رواه مسلمٌ من حديث سَلْم بن زَرِير: «ثُمَّ عجَّلني في ركب بين يديه نطلب(4) الماء وقد عطشنا») انتهى.
          قوله: (فِي رَكُوبٍ): هو بفتح الراء قيَّدَه الأصيليُّ وعُبْدُوس، وقال بعضهم: صوابه: (رُكوب)؛ بضَمِّ الراء، جمع (راكب)؛ كـ(شُهود)، أو (أُرْكُوب)؛ لأنَّه هنا على الجمع، لا على الواحد، قاله ابن قرقول، والرَّكوب _بفتح الراء_ والرَّكوبة _بالتاء_: التي تُركَب من الإبل، أو الرَّكوب: المركوبة، والرَّكوبة: المُعَيَّنة للركوب، واللازمة للعمل من الدوابِّ.
          قوله: (إِذَا نَحْنُ بِامْرَأَةٍ): هذه المرأة لا أعرف اسمها، وقد أسلمت، وقد تَقَدَّمَ ذلك [خ¦344].
          قوله: (سَادِلَةٍ رِجْلَيْهَا): أي: مُرْسِلَتهما على جَمَلها، ويُروَى: (سابلة)، وعربيَّته: مُسْبِلَة، قاله ابن قرقول.
          قوله: (بَيْنَ مَزَادَتَيْنِ): قيل: المزادة: ما زيد فيه جلدٌ ثالثٌ بين جلدين؛ ليتَّسع، وقيل: هي القِربة الكبيرة التي تُحمَل على الدابَّة، سُمِّيَت مِن الزيادة فيها مِن غيرها، (مَفْعَلة) من ذلك، وهو مِن معنى الأوَّل، وهي الرَّاوية بعينها، قاله ابن قرقول، وقد تَقَدَّمَ [خ¦344].
          قوله: (مُؤْتِمَةٌ): هو بضَمِّ الميم، ثُمَّ همزة ساكنة، ثُمَّ مُثَنَّاة فوق مكسورة، ثُمَّ ميم، ثُمَّ تاء التأنيث؛ أي: ذات أيتام.
          قوله: (فِي الْعَزْلَاوَيْنِ): (العزْلَاوَانِ): واحدهما: عزلاء، وجمعها: عزالِي؛ بكسر اللام وفتحها، و(العزلاء): فَمُ المزادة الذي من أسفل.
          قوله: (وَإِدَاوَةٍ): تَقَدَّمَ أنَّ (الإداوة) بكسر الهمزة، وهي إناءٌ من جلد كالسطيحة، وجمعها: أداوَى [خ¦150].
          قوله: (تَبِضُّ): كذا في أصلنا: بالموحَّدة وبالضاد المُعْجَمَة المُشَدَّدة، فيما يظهر لي، يُقال: بضَّ الماء؛ إذا سال قليلًا قليلًا، وسيأتي ما(5) في هامش أصلنا.
          وقال ابن الأثير في (النون مع الضاد المُعْجَمَة): («تَنِضُّ من المِلْءِ»؛ أي: تنشقُّ ويخرج منها الماءُ، نضَّ الماء من العين: إذا نبع)، وقال أيضًا في (صَرر) _يعني: بالصاد المُهْمَلَة، والراء المكرَّرة_ ما لفظه: (وفي حديث عمران بن حُصَين: «تكاد تنصرُّ من المِلْءِ»؛ كأنَّه مِن صررتُه؛ إذا شددتَه، هكذا جاء في بعض الطُّرق، والمعروف: تنضرج؛ أي: تنشقُّ)، انتهى.
          وفي هامش أصلنا الذي سمعت فيه على العِرَاقيِّ حاشية، ولفظها: («تَنِضُّ؛ بالنون؛ أي: تنشقُّ ويخرج منها الماء، يقال: نضَّ الماء مِنَ العين: نبع، قال ابن سيده: نضَّ الماء ينَضُّ نضًّا: سال، ونضَّ الماء ينِضُّ نضًّا ونضيضًا: خرج رَشْحًا، وفي نسخة السُّمَيْسَاطيَّة(6): «تنضَرُّ(7)»، ومن رواية أبي الهيثم: «تنصبُّ») انتهى.
          وقال ابن قرقول: («تنضرج»؛ بالنون في «مسلم»، وبعض رواته يقولون: «تتضرَّجُ»، وعند الأصيليِّ: «تنضَرُّ»؛ براءٍ مُشَدَّدةٍ، وعند القابسيِّ نحوُه، [و]في تعليقٍ عنه: «ومعناه: تنشقُّ مِن صِيرِ البابِ»، وهذا التعليق يدلُّ على أنَّ عنده بصادٍ مهملةٍ، وعند ابن السكن: «تَنَضَّرُ»، والأصوب: «تنضرج») انتهى.
          قوله: (مِنَ الْمِلْءِ): هو بكسر الميم، مهموز الآخر، و(المِلء)؛ بكسر الميم، وبالهمز في آخره: ما يأخذه الإناء إذا امتلأ، وأمَّا بفتح الميم، وبالهمز(8) في آخره؛ فالمصدر، والله أعلم.
          قوله: (فَجُمِعَ لَهَا): هو مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ.
          قوله: (مِنَ الْكِسَرِ): هو بكسر الكاف، وفتح السين، جمع (كِسرة).
          قوله: (الصِّرْمَ): هو بكسر الصاد المُهْمَلَة، وإسكان الراء، ثُمَّ ميمٌ، وهي القطعة من الناس ينزلون على الماء بأهليهم، وقد تَقَدَّمَ [خ¦344].


[1] (أحاديث): سقط من (ب).
[2] «الجرح والتعديل» ░4/264▒ ░1142▒، «تاريخ ابن معين» رواية الدوريِّ ░3/349▒ ░1682▒، «الكاشف» ░1/334▒ ░2029▒، «الضعفاء والمتروكين» للنسائي (ص183▒ ░236▒، «ميزان الاعتدال» ░2/185▒ ░3370▒، (انتهى): ليس في (ب)، «تذهيب التهذيب» ░4/90_91▒ ░2459▒، وانظر «تهذيب الكمال» ░11/222▒ ░2428▒.
[3] في (ب): (كلام المغربي).
[4] في (ب): (لطلب)، وهي محتملة في (أ)، والمثبت موافق للرواية.
[5] (ما): سقط من (ب).
[6] في (أ): (السميساتية)، والمثبت من هامشها مصوَّبًا، وهو الصواب، وفي (ب): (الشميساطية)، وفي هامش (ق): (الشميصاتية)، وهي نسخةٌ لـ«صحيح البخاري» كانت في خانقاه السُّمَيساطي؛ مدرسةٍ وَقَفها الشيخ أبو القاسم عليُّ بن محمَّد السلميُّ السُّمَيساطيُّ _نسبةً إلى سُمَيساط مدينةٍ على شاطئ الفرات_ المتوفَّى سنةَ ░453هـ)، انظر «تاريخ دمشق» ░43/215_217▒، «معجم البلدان» ░3/258▒، «سير أعلام النبلاء» ░18/71▒ ░31▒.
[7] كذا ضبطها في (أ) بتشديد الراء، وفي هامش (ق): (تَنَضَّرُ)؛ بتشديد الضاد، وقال القسطلانيُّ في «إرشاد الساري» ░6/37▒: (وفي نسخة السُّمَيْسَاطية في أصل الكتاب: «تَنَضَّر»؛ بفوقيَّةٍ، فنونٍ، فضادٍ معجمةٍ مشدَّدةٍ، فراءٍ مفتوحاتٍ).
[8] في (ب): (والهمزة).