التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: ستكون أثرة وأمور تنكرونها

          3603- قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ): تَقَدَّمَ مرارًا أنَّه بفتح الكاف وكسر المُثَلَّثَة، و(سُفْيَانُ) بعده: هو الثَّوْريُّ فيما يظهر؛ وذلك لأنَّ الحافظَ عَبْدَ الغَنيِّ ذكر الثَّوْريَّ في مشايخ مُحَمَّد بن كثير، ولم يذكر ابنَ عُيَيْنَة، والذَّهَبيُّ ذكر أنَّه روى عن سفيان؛ أعني: مُحَمَّد بن كثير، فحملتُ المُطلَقَ على المقيَّدِ، وقد سبق مثلُه [خ¦1335]، و(الأَعْمَش): هو سُلَيمان بن مِهْرَان الكاهليُّ.
          قوله: (أَثَرَةٌ): قال ابن قرقول في قوله: «ستلقَون بعدي أُثْرة»: (بضَمِّ الهمزة، وإسكان الثاء، ويُروى: «أَثَرة»؛ بفتحهما، وبالوجهين قيَّدَه الجَيَّانيُّ، وبالفتح قيَّدَه غيرُه عن الأصيليِّ والطَّبَريِّ والهوزنيِّ، وقيَّدناه عن الأسديِّ وغيره بالضَّمِّ، والوجهان صحيحان، ويقال أيضًا: «إِثْرة»؛ بكسر الهمزة وسكون الثاء، قال الأزهريُّ: هو الاستئثار؛ أي: يُستأثَر عليكم بأمور الدُّنيا، ويُفضَّل غيرُكم عليكم، ولا يُجعل لكم في الأمر نصيبٌ، وحُكِيَ لي عن الشيخ أبي عبد الله النَّحْويِّ مُحَمَّد ابن سليمان عن أبي عليٍّ القاليِّ: أنَّ «الأُثرة» الشدَّة، وبه كان يتأوَّل الحديثَ، والتفسيرُ الأوَّلُ أظهرُ، وعليه الأكثر، وسياقُ الحديث وسببُه يشهد له؛ وهو إيثارهم المهاجرين على أنفسهم...) إلى آخر كلامه، والأثرة التي لقيتْها الأنصارُ: قال أبو الفتح اليعمريُّ في «سيرته»: (إنَّها زمنَ معاوية ☺).