التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب ما جاء في أسماء رسول الله

          (بَابُ مَا جَاءَ فِي أَسْمَاءِ رَسُولِ اللهِ صلعم)... إلى (بَاب عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ فِي الإِسْلَامِ)
          ذكر البُخاريُّ في هذا الباب أسماءً له ╕؛ وهي: مُحَمَّد، وأحمد، والماحي، والحاشر، والعاقب، هذا ما ذكره.
          وقد ذُكِر في أسمائه ╕: الرسولُ، المُرسَلُ، النَّبيُّ، الأُمِّيُّ، الشهيدُ، الشاهدُ _ذكر هذا شيخُنا مجدُ الدِّين في «القاموس» في (شهد)، انتهى_ المصدَّق، النور، المُسلِم، البشير، المبشِّر، النذير، المُنذِر، المبين، الأمين، العبد، الداعي، السراج المنير، الإمام، الذِّكْر، المُذكِّر، الهادي، المهاجِر، العامل، المبارَك، الرحمة، الآمِر، النَّاهي، الطيِّب، الكريم، المحلِّل، المحرِّم، الواضِع، الرافع، المجير، خاتم النَّبيِّين، ثاني اثنين، منصور، أذُنُ خيرٍ، مُصطفى، مأمون، قاسم، نقيب، المزمِّل، المدَّثِّر، العليُّ، الحكيم، المؤمن، الرؤوف، الرحيم، الصاحب، الشفيع، المُشَفَّع، المتوكِّل، نبيُّ التوبة، نبيُّ الرحمة، نبيُّ المَلْحَمَة، وفي روايةٍ: نبيُّ الملاحم، ذكرها الإمام أحمد في «مسنده» من حديث حذيفة، وأيضًا ذكرها ابنُ عساكر في «تاريخه»، لكن لا أدري مِن حديث مَنْ، وذكر أيضًا: الفاتح وعبد الله، وعن ابن عَبَّاس مرفوعًا: «اسمي في القرآن مُحَمَّدٌ، وفي الإنجيل أحمدُ، وفي التوراة أَحْيَدُ، وإنَّما سُمِّيتُ أَحيَدَ؛ لأنِّي أَحِيد عن أمَّتي نارَ جهنَّم»، وينبغي أن يُعدَّ في أسمائه أيضًا: المهدي مع الهادي؛ لأنَّه جاء في شعر العَبَّاس بن مرداس: [من الطويل]
فَجُسْنَا مَعَ المَهْدِيِّ مَكَّةَ عَنْوَةً                     ...............
          وليس مراده إلَّا النَّبيَّ صلعم.
          وفي أسمائه: القتَّال، والضحوك، والفاتح، وقُثم، ونبيُّ المقتلة، وطَهَ، ويَس.
          تنبيهٌ: غالب هذه الأسماءِ صفاتٌ، وإطلاقهم عليها أسماءً مجازٌ، ثُمَّ اعلم أنَّ له ╕ أسماءً غير ما ذكرتُ، وقد ذكر الحافظ أبو بكر ابن العربيِّ المالكيُّ في «الأحوذيِّ في شرح التِّرْمِذيِّ» عن بعضهم: أنَّ لله تعالى ألفَ اسمٍ، وللنَّبيِّ صلعم ألف اسم، ثُمَّ ذكر منها على التفصيل بضعًا وستِّين.
          وقد رأيت بالقاهرة مؤلَّفًا في جلدين لطيفين لابن دِحية الحافظِ عُمرَ بنِ الحسن في أسمائه صلعم، وذكر أماكنها، والكلام عليها من حيث اللُّغة، وتخريجها من الأحاديث وغيرها، وهو مؤلَّف حسنٌ فيه فوائد، وذكر(1) فيه أنَّ من جملة أسمائه ╕: اللَّبِنَة؛ لقوله ╕: «وأنا اللَّبِنَة»، وغالب ظنِّي أنَّ المؤلَّف المذكور فيه ثلاثُ مئةِ اسمٍ ونيِّف، ثُمَّ إنِّي رأيت الحافظ مغلطاي شيخَ شيوخنا ذكر في «سيرته» عن ابن دِحية هذا المؤلِّفِ أنَّ أسماءه تقرب من الثلاث مئة.
          وقوله ╕: «لي خمسة أسماءٍ»، لا ينفي أن يكون له أكثرُ من خمسةٍ، وقوله: (أسماءٍ): هو مجرورٌ مُنَوَّن، قال الله تعالى: {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء}[النجم:23] وإن كان في كلام النُّحاة خلافُه.


[1] في (ب): (فيه فرائد، ذكر).