التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: إني فرطكم وأنا شهيد عليكم إني والله لأنظر إلى

          3596- قوله: (حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ شُرَحْبِيل: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلعم خَرَجَ يَوْمًا فَصَلَّى عَلَى أَهْلِ أُحُدٍ صَلَاتَهُ عَلَى الْمَيِّتِ(1)...)؛ الحديث: قال الدِّمْيَاطيُّ: (أعاد هذا الحديث في «غزوة أحُد» عن عَمرو بن خالد عن الليث(2) [خ¦4085]، وأعاده في «الرِّقاق» / عن قُتَيْبَة عن الليث [خ¦6426])، انتهى، ولفظ المِزِّيِّ في «أطرافه» لمَّا ذكر هذا الحديث؛ قال: (حديث «خ، م، د، س»: أنَّ النَّبيَّ صلعم خرج يومًا فصلَّى على أهل أحُد صلاتَه على الميِّت...؛ الحديثَ، البُخاريُّ في...)، كذا في نسختي أخلى بياضًا، وهو في (الجنائز) كما رأيته في «البُخاريِّ» في (باب الصلاة على الشهيد)(3) [خ¦1344]، انتهى(4)، قال(5): (عن عبد الله بن يوسفَ، وفي «علامات النُّبوَّة» عن سعيد بن شُرَحْبيل [خ¦3596]، وفي «المغازي» وفي موضعٍ آخَرَ عن قُتَيْبَةَ [خ¦6426]، وفي «المغازي» أيضًا [خ¦4085] وفي «ذِكْرِ الحوض» [خ¦6590] عن عَمرو بن خالد؛ أربعتهم عن الليث بن سعد، عن يزيدَ بنِ أبي حبيبٍ عنه _أي: عن مرثد بنِ عبد الله اليَزَنيِّ أبي الخير_ به _أي: عن عقبة بن عامر_ وفي «المغازي» أيضًا عن مُحَمَّدِ بنِ عبد الرَّحيم، عن زكريَّا بن عَدِيٍّ، عن ابن المبارك، عن حَيْوَة بن شُرَيح، عن يزيدَ بنِ أبي حبيبٍ به [خ¦4042])، ثُمَّ طرَّفه من عند مسلمٍ وأبي داود والنَّسائيِّ.
          قوله: (فَصَلَّى عَلَى أَهْلِ أُحُدٍ صَلَاتَهُ عَلَى الْمَيِّتِ): أي: دعا لهم بدعاء صلاة الميِّت، وقيل: صلَّى عليهم، والمخالفُ لا يقول بجواز الصلاة على الميِّت بعد هذه المدَّة الطويلة، قال شيخنا: (قيل: معناه: ودَّع الأحياء والأموات، وقيل: صلَّى عليهم؛ لأنَّه لَمْ يكن صلَّى عليهم حين ماتوا، وهو ظاهِرُ قوله: «صلاته على الميِّت»، وقيل: دعا لهم)، انتهى، وفي بعض طرق هذا الحديث: (أنَّه ╕ خرج عاصبًا رأسه حتَّى جلس على المنبر، ثُمَّ كان أوَّل ما تكلَّم به أنَّه صلَّى على أهل أُحُد واستغفر لهم، فأكثر الصلاة عليهم)، وما في هذا الحديث هنا: أنَّه صلى على أهل أحدٍ صلاته على الميِّت ثُمَّ انصرف إلى المنبر فقال: «إني فرطٌ لكم»؛ فتأويلُه محتملٌ، والله أعلم.
          قوله: (إِنِّي فَرَطُكُمْ): (الفَرَط)؛ بفتح الفاء والراء وبالطاء المُهْمَلَة: الذي يتقدَّم الوارد فيهيِّئ لهم ما يحتاجون إليه، والمراد هنا: أنَّه صلعم يتقدَّم أمَّته؛ ليشفع لهم، والله أعلم.
          قوله: (أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الأَرْضِ): (أُعطيتُ): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ، و(مفاتيحَ): مَنْصُوبٌ مفعول ثانٍ.


[1] (الميت): ليس في (ب).
[2] زيد في (ب): (به).
[3] زيد في (ب): (قال).
[4] زيد في (ب): (والله أعلم).
[5] في (ب): (قوله).