التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث زينب: لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب

          3598- 3599- قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ): تَقَدَّمَ مرارًا أنَّه الحَكَمُ بنُ نافعٍ، و(شُعَيْبٌ): تَقَدَّمَ أنَّه ابنُ أبي حمزةَ، و(الزُّهْرِيُّ): مُحَمَّدُ بن مسلم ابن شهاب، و(زَيْنَب بِنْت أَبِي سَلَمَةَ): تَقَدَّمَت، صحابيَّةٌ ♦، واللتان بعدها صحابيَّتان؛ مجموعهنَّ ثلاثُ صحابيَّاتٍ يروي بعضُهُنَّ عن بعضٍ، وهو مِن لطائف الإسناد، وقد تَقَدَّمَ التنبيهُ على ذلك [خ¦3346]، وهنَّ ربيبةٌ وزوجتان، وقد تَقَدَّمَ أنَّ في بعض طرقه في «مسلمٍ» أربعَ [صحابيَّاتٍ] يروي بعضُهُنَّ عن بعض، وقدَّمتُ أنَّ الحافظَ أبا الحَجَّاجِ يوسفَ بنَ خليلٍ الدِّمَشْقيَّ ثُمَّ الحلبيَّ أفرد بالتأليف(1) ما فيه أربعةٌ من الصَّحَابة يروي بعضُهم عن بعضٍ، وهو تسعةُ أحاديثَ، وقد سمعتُه بحلبَ على بعض أصحاب أصحابه، وكذا سمعتُه بالقاهرة كذلك، وفي آخِرِ هذه الأحاديثِ حديثٌ يرويه خمسةٌ من الصَّحَابة بعضهم عن بعض، وهو ما رواه عبدُ الله بنُ عَمرو بن العاصي، عن عثمانَ بنِ عفَّان، عن عُمَرَ بنِ الخَطَّاب، عن أبي بكر الصِّدِّيق، عن بلالٍ، ♥: قال رسول اللهِ صلعم: «الموت كفَّارةٌ لكلِّ مسلمٍ».
          قوله: (أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ): تَقَدَّمَت ♦، واسمُها رَمْلةُ، زوجُه ╕، بنتُ أبي سفيانَ صخرِ بن حرب بن أُمَيَّة، و(زَيْنَب بِنْت جَحْشٍ): تَقَدَّمَت أيضًا.
          قوله: (فَزِعًا): هو بكسر الزاي، اسم فاعلٍ، مَنْصُوبٌ على الحال.
          قوله: (وَيْلٌ لِلْعَرَبِ): يعني: للمسلمين؛ لأنَّ أكثر المسلمين من العرب ومواليهم، وقد تَقَدَّمَ.
          قوله: (مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ): تَقَدَّمَ الكلام عليه، وأنَّه فتنة عثمان، أو يأجوج ومأجوج، والذي يظهر من السياق: أنَّه الثاني [خ¦3346].
          قوله: (فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ): (فُتِح): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ، و(يأجوج ومأجوج): تَقَدَّمَ الكلام عليهما في (ابتداء الخلق) [خ¦60/7-5148]، و(مثلُ): مَرْفُوعٌ نائبٌ مَنَابَ الفاعل.
          قوله: (وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ): هو بفتح الحاء المُهْمَلَة، وتشديد اللام، وبالقاف؛ أي: جعل حَلْقَةً، وقد تَقَدَّمَ [خ¦3346]، والإصبعان: الإبهام والسبابة، كذا جاء مصرَّحًا به في بعض طرقه [خ¦3346].
          قوله: (أَنَهْلِكُ): هو بكسر اللام.
          قوله: (أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟): أي: يدْعُونَ بصرْفِ الفتنِ، قاله الداوديُّ، قال ابن التين: أرادت: يقع الهلاك بقوم فيهم من لا يستحقُّ ذلك؟
          قوله: (إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ): هو بفتح الخاء المُعْجَمَة والموحَّدة، وبالمُثَلَّثَة، وهو الزِّنى، وقيل: أولاد الزِّنى، وقد جاء في حديث آخر: «ويكثر الزِّنى» [خ¦5231]، ويقال فيه: خِبثة.
          قوله: (وَعَنِ الزُّهْرِيِّ: حَدَّثَتْنِي هِنْدُ بِنْتُ الْحَارِثِ: أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ): أمَّا (الزُّهْرِيُّ)؛ فقد تَقَدَّمَ مرارًا كثيرة أنَّه مُحَمَّدُ بن مسلم بن عُبَيد الله بن عَبد الله(2) بن شهابٍ الزُّهْرِيُّ، العالمُ المشهورُ، وأمَّا (هند)؛ فتُصرَف ولا تُصرَف، وقد تَقَدَّمَ أنَّها زوجُ معبدِ(3) بنِ المقدادِ، وقد تَقَدَّمَ ما وقع فيها من الوهم في بعض كتب الأسماء [خ¦115]، رَوَتْ عن أمِّ سَلَمة، وعنها: الزُّهْرِيُّ، وقد تَقَدَّمَت أنَّها فِرَاسيَّة أو قُرَشيَّة، روى لها البُخاريُّ والأربعةُ، لها في الكتب حديثان.
          وقوله: (وعن الزُّهْرِيِّ) هذا معطوفٌ على السند الذي قبله، فإيَّاك أنْ تحسبه تعليقًا، وقد رواه البُخاريُّ عن أبي اليَمَان، عن شُعَيبٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن هند بنت الحارث، عن أمِّ سَلَمةَ.
          و(أمُّ سلمة): اسمُها أيضًا هند بنت أبي أُمَيَّة، تَقَدَّمَت، وأنَّها آخِرُ الأزواجِ وفاةً، تُوُفِّيَت بعد الحُسَين، ☻، وقد تَقَدَّمَ ما قاله الواقديُّ في وفاة ميمونةَ، وهو غلط [خ¦115]، والله أعلم. /


[1] في (أ): (بالتألف).
[2] (بن عبيد الله بن عبد الله): ليس في (ب).
[3] في (ب): (المعبد).