شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب الضجعة على الشق الأيمن بعد ركعتي الفجر

          ░23▒ بابُ: الضِّجْعَةِ على الشِّقِّ الأيْمَنِ بَعْدَ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ.
          فيه: عَائِشَةُ قَالَتْ: (كَانَ رَسُولُ اللهِ(1) صلعم إِذَا صَلَّى رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ اضْطَجَعَ على شِقِّهِ الأيْمَنِ). [خ¦1160]
          ذهبت(2) طائفةٌ من العلماء إلى أنَّ الضِّجعة بعد ركعتي الفجر سُنَّةٌ يجب بها العمل(3)، وممَّن كان يفعلها: أبو موسى الأشعريُّ ورافع بن خديج، وروايةٌ ضعيفةٌ عن ابن عمر(4) ذكرها ابن أبي شيبة، ورُوي مثله عن ابن سيرين وعروة.
          وذهب جمهور العلماء(5) إلى أنَّ هذه(6) الضِّجعة(7) إنَّما كان يفعلها ◙ للرَّاحة من تعب القيام(8)، وكرهوها، وممَّن كرهها من السَّلف ذكر ابن أبي شيبة قال: قال أبو الصِّدِّيق النَّاجي: رأى ابن عمر قومًا قد اضطجعوا بعد ركعتي الفجر، فأرسل إليهم فنهاهم، فقالوا: نريد بذلك السُّنَّة، فقال ابن عمر: ارجع إليهم فأخبرهم أنَّها بدعة. وعن(9) ابن المسيِّب قال: رأى ابن عمر رجلًا اضطجع بعد الرَّكعتين فقال: احصبوه(10). وقال أبو مِجْلَزٍ: سألت ابن عمر عنها، فقال: يتلعب(11) بكم الشَّيطان.
          وقال ابن مسعودٍ: ما بال أحدكم(12) إذا صلى الرَّكعتين يتمعَّك كما يتمعَّك الحمار. وكرهها النَّخَعِي(13). وقال(14) سعيد بن جبيرٍ: لا تضطجع(15) بعد الرَّكعتين قبل الفجر، واضطجع بعد الوتر.
          قال المُهَلَّب: واضطجاعه ◙ بعد الرَّكعتين(16) إنَّما كان في الغِبِّ(17)، لأنَّه كان أكثر عمله أن يصلِّيهما إذا جاءه المؤذِّن للإقامة. /


[1] في (م): ((النبي)).
[2] في (ي): ((ذهب)).
[3] في (م) و(ق): ((يجب العمل بها)).
[4] في (م) و(ق): ((ورواية عن ابن عمر ضعيفة)).
[5] في (ق): ((الفقهاء)).
[6] قوله: ((هذه)) ليس في (م) و(ق).
[7] زاد في (م): ((بعد الركعتين)).
[8] في (م) و(ق): ((قيام الليل)).
[9] زاد في (م) و(ق): ((سعيد)).
[10] في (ص): ((احضروه)).
[11] في (ز): ((تلعب)) والمثبت من باقي النسخ.
[12] في (ق): ((الرجل)).
[13] في (م) و(ق): ((كما يتمعك الحمار إذا سلم فقد فصل. وكرههما الحسن والنخعي)). وقوله((النخعي)) ليس في (ق).
[14] في (ص): ((قال)).
[15] في (ص): ((لا يضطجع)).
[16] قوله: ((قبل الفجر، واضطجع...بعد الرَّكعتين)) ليس في (ص)، ورسم إشارة لحق ولا يوجد شيء في الهامش.
[17] في (ق): ((التعب)).