شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب فضل الطهور بالليل والنهار وفضل الصلاة بعد الوضوء بالليل

          ░17▒ بابُ: فَضْلِ الصَّلاةِ بَعْدَ الطُّهُورِ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ.
          فيه: أَبُو هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبيَّ صلعم قَالَ لِبِلال: (حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الإسْلامِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الْجَنَّةِ قَالَ: مَا عَمِلْتُ عَمَلًا أَرْجَى عِنْدِي أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طُهُورًا فِي سَاعَةِ(1) لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ إِلا صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ مَا كُتِبَ لي أَنْ أُصَلِّيَ(2)). [خ¦1149]
          قال المُهَلَّب: فيه دليلٌ أنَّ الله تعالى يعظم المجازاة على ما ستر العبد(3) بينه وبين ربِّه ممَّا لا يطَّلع عليه أحدٌ، ولذلك استحبَّ العلماء أن يكون بين العبد وبين ربَّه خَبِيئة عملٍ من الطَّاعة يدِّخرها لنفسه عند ربِّه، ويدلُّ أنَّها كانت خبيئةً بين بلال وبين ربَّه تعالى أنَّ النَّبيَّ صلعم لم يعرفها حتَّى سأله عنها، وفي سؤال النَّبيِّ صلعم(4) عن ذلك دليلٌ على سؤال الصَّالحين عمَّا يهديهم الله تعالى إليه من الأعمال المقتدى بهم فيها(5)، ويمتثل(6) رجاء بركتها.
          وقوله: (دَفَّ نَعْلَيْك) قال(7): وقال صاحب «العين»: يُقال(8): دفَّ الطَّائر إذا حرَّك جناحيه ورجلاه في الأرض.


[1] زاد في (م) و (ق): ((من)).
[2] قوله: ((أن أصلي)) ليس في (م) و(ق).
[3] في (م) و (ق): ((على ما يُسِرُّ المرء من الطاعة)).
[4] في (م): ((النبي ◙ بلالًا)).
[5] في (م) و(ق): ((الأعمال [زاد في (ق): ((الصالحة))] ليقتدى بهم في ذلك)).
[6] في (ق): ((وتمتثل)).
[7] قوله: ((قال)) ليس في (ي) و(ق). قوله: ((وقوله: (دف نعليك) قال)) ليس في (م).
[8] قوله: ((يقال)) ليس في (ق).