شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب من تسحر فلم ينم حتى صلى الصبح

          ░8▒ بابُ: مَنْ تَسَحَّرَ ثُمَّ قَامَ إلى الصَّلاةِ(1) فَلَمْ يَنَمْ حَتَّى(2) الصُّبْحَ.
          فيه: أَنَسٌ: (أَنَّ النَّبيَّ صلعم وَزَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ تَسَحَّرَا، فَلَمَّا فَرَغَا مِنْ سَحُورِهِمَا قَامَ نَبِيُ اللهِ إلى الصَّلاةِ فَصَلَّيا، قُلْتُ(3) لأنَسٍ: كَمْ كَانَ بَيْنَ فَرَاغِهِمَا مِنْ سَحُورِهِمَا وَدُخُولِهِمَا في الصَّلاةِ؟ قَالَ: بَقَدْرِ(4) مَا يَقْرَأُ الرَّجُلُ خَمْسِينَ آيَةً). [خ¦1134]
          في هذا الحديث تأخير السَّحور.
          وقوله: (كَمْ كَانَ بَيْنَ فَرَاغِهِمَا وَدُخُولِهِمَا في الصَّلاة ِ؟) يريد صلاة الصُّبح، وقد ترجم البخاريُّ لهذا الحديث في كتاب الصِّيام: باب قدر كم(5) بين السَّحور وصلاة(6) الصُّبح. إلَّا أنَّه أوَّل ما قام إليه ركعتا الفجر لأنَّه حين تسحَّر قبل الفجر وكان بين سحوره صلعم وصلاة الصُّبح(7) قدر خمسين آيةً مع تلك المدَّة التي تقدَّر بخمسين آيةٍ(8) صلَّى ركعتي(9) الفجر ثمَّ قعد ينتظر الصُّبح.


[1] قوله: ((ثم قام إلى الصلاة)) ليس في (م) (ق).
[2] زاد في (م) و(ق): ((صلَّى)).
[3] في (م) و(ق): ((فصلَّى فقلنا)). في (ص): ((فصلَّينا قلت)).
[4] في (م) و(ق): ((كقدر)).
[5] في (ق): ((كم قدر ما)).
[6] في (ق): ((وصلاته)).
[7] في (م): ((وكان بين سحوره وصلاته الصبح)). وقوله: ((إلا أنه أول ما قام... وصلاة الصبح)) ليس في (ق).
[8] زاد في (م): ((أنه)). وقوله: ((مع تلك المدَّة التي تقدَّر بخمسين آية)) ليس في (ص).
[9] في (ق): ((ركعتين)).