شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب مثل الدنيا في الآخرة

          ░2▒ بابُ مَثَلِ الدُّنيَا فِي الآخِرَةِ.
          وَقَوْلِهِ تعالى: {أَنَّما الْحَيَاةُ الدُّنيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ} إلى قولِه تعالى(1): {وَمَا الحَيَاةُ الدُّنيَا(2) إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}[الحديد:20].
          فيه: سَهْلٌ، قَالَ النَّبيُّ صلعم: (مَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنيَا وَمَا فِيهَا). [خ¦6415]
          قال المؤلِّف: قد بيَّن رسول الله صلعم منزلة الدُّنيا مِن الآخرة بأن جعل موضع سوط مِن الجنَّة أو غدوة في سبيل الله أو روحة خير مِن الدُّنيا وما فيها، وإنَّما أراد ثواب الغدوة أو الرَّوحة في الآخرة لينبِّه أمَّتَه على هوان الدُّنيا عند الله تعالى وضِعتَها، ألا ترى أنَّه لم يرضَها دار جزاءٍ لأوليائِه ولا نقمة لأعدائِه؛ بل هي كما وصفها ╡ {لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلَادِ(3)} الآية[الحديد:20].
          وقد روى التِّرمذي عن محمَّد بن بشَّار عن يحيى بن سعيد عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: سمعت مُستورِد بن شَدَّاد الفِهْري(4) يقول: قال رسول الله صلعم: ((مَا الدُّنيَا فِي الآخِرَةِ إِلَّا مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكْمْ(5) أُصْبَعَهُ فِي اليَمِّ فَلْيَنْظُرْ بِمَاذَا يَرْجِعْ)) قال: وحدَّثنا قتيبة حدَّثنا عبد الحميد بن سليمان عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلعم: ((لَو كَانَتِ الدُّنيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةً)).


[1] قوله: ((قوله تعالى)) ليس في (ت) و(ص).
[2] قوله: ((وما الحياة)) ليس في (ت) و(ص).
[3] قوله: ((وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد)) ليس في (ت) و(ص).
[4] صورتها في (ص): ((العنزي)).
[5] في (ت) و(ص): ((أحدكما)).