شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب: إذا هز سيفًا في المنام

          ░44▒ بابٌ إِذَا هَزَّ سَيْفًا فِي المَنَامِ.
          فيه: أَبُو مُوسَى قَالَ النَّبيُّ صلعم: (رَأَيْتُ فِي رُؤْيَاي أَنِّي هَزَزْتُ سَيْفًا فَانْقَطَعَ صَدْرُهُ، فَإِذَا هُوَ مَا أُصِيبَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ أُحُدٍ، ثُمَّ هَزَزْتُهُ أُخْرَى فَعَادَ أَحْسَنَ مَا كَانَ، فَإِذَا هُوَ مَا جَاءَ اللهُ بِهِ مِنَ الْفَتْحِ وَاجْتِمَاعِ الْمُؤْمِنِينَ). [خ¦7041]
          قال المهلَّب: هذه الرُّؤيا على ضرب المثل وغير الوجه المرئيِّ والسَّيف ليس هو أصحاب النَّبي صلعم، لكنَّهم(1) لما كانوا ممَّن يصول بهم النَّبيُّ صلعم كما يصول بالسَّيف ويغنون عنه غِنى السَّيف عبَّر عنهم بالسَّيف، وللسَّيف وجوه، فمَن تقلَّده في المنام فإنَّه ينال سلطانًا أو ولاية أو إمامة أو وديعة يعطاها أو زوجة ينكحها إن كان عزبًا أو تلد زوجتُه غلامًا إن كانت حاملًا، فإن سلَّه مِن غمدِه وتكسَّر الغمد وسلِم السَّيف فإنَّ امرأتَه تموت وينجو ولدُه، فإن تكسَّر السَّيف وسلم الغمد هلك الولد وسلمت الأم، وربَّما يكون السَّيف أباه أو عمُّه أو أخاه يموت، فإن انكسرت النَّعْلة ماتت أمُّه أو خالتُه أو نظيرُهما والقائم(2) أبدًا في الآباء والنَّعلة(3) في الأمهات، فإن رآه بيدِه وتهيَّأ ليلقى به عدوًا أو يضرب به شخصًا، فسيفُه لسانُه يجرِّدُه في خصومة أو منازعة، فإن لم تكن له نيَّة وكان بذلك في مسجد أو كان النَّاس يتوضَّؤون مِن عنده، أو رأى شيئًا في لحيتِه فإنَّه يقوم مقامًا بحجَّة ويبدي لسانَه بالنَّصيحة والعلم والأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، وربَّما يكون السَّيف سلطانًا جائرًا.


[1] في (ز): ((لكنه)) والمثبت من (ص).
[2] في (ص): ((القائم)).
[3] في (ص): ((النعلة)).