شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب رؤيا النساء

          ░13▒ بابُ رُؤْيَا النِّسَاءِ.
          فيه: أُمَّ الْعَلاءِ: امْرَأَةً مِنَ الأنْصَارِ بَايَعَتِ النَّبيَّ صلعم، أَخْبَرَتْ(1) أّنَّهمُ اقْتَسَمُوا الْمُهَاجِرِينَ قُرْعَةً، قَالَتْ: فَطَارَ لَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ فَأَنْزَلْنَاهُ(2) فِي أَبْيَاتِنَا فَوَجِعَ وَجَعَهُ الَّذي تُوُفِّيَ فِيهِ.... وذكر الحديث. [خ¦7003]
          قَالَتْ: (وَأَحْزَنَنِيْ فَنِمْتُ فَرَأَيْتُ لِعُثْمَانَ بنِ مَظْعُونٍ عَينًا تَجْرِي، فَأَخْبَرْتُ رَسُولَ اللهِ صلعم فَقَالَ: ذَاكَ(3) عَمَلُهُ يَجْرِيْ لَهُ).
          وترجم له(4): بابُ العَيْنِ الجَارِيَةِ فِي المَنَامِ.
          رؤيا النِّساء صحيحة كرؤيا الرِّجال لا فرق بينهما، والمرأة المؤمنة داخلة في معنى قولِه صلعم ((رُؤْيَا المُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ)).
          والعين في المنام تختلف / وجوهُها؛ فإذا تعرَّت مِن دلائل الهمِّ وكان ماؤها صافيًا دلَّت على العمل الصَّالح كما فسَّر النَّبيُّ صلعم، وقد تدلُّ مِن العمل على(5) ما لا ينقطع ثوابُه كوقف أرض أو غلَّة يجري ثوابُها دائمًا، وعِلْم علَّمه النَّاس عمل به مِن علَّمَه، فإن كان ماؤُها غير صاف فهو غمٌّ وحزن، وقد تدلُّ على العين الباكية وعلى الفتنة؛ لقولِه تعالى: {وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ}[القمر:12]فكانت فتنة جرت(6) بهلاكهم، ألا ترى قولَه تعالى: {مَاءً غَدَقًا. لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ} [الجن:16-17]وقد تدلُّ على المال العين، ويستدل العابر على هذه الوجوه بأحوال الرَّائين وبزيادة الرُّؤيا ونقصانها.


[1] قوله: ((أخبرت)) ليس في (ص).
[2] في (ص): ((فأنزلته)).
[3] في (ص): ((ذلك)).
[4] قوله: ((وترجم له)) ليس في (ص).
[5] في (ص): ((تدل على العمل)).
[6] في (ص): ((وجرت)).