شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب الرؤيا بالنهار

          ░12▒ بابُ رُؤْيَا النَّهَارِ
          وقَالَ(1) ابْنُ عَوْنٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ: رُؤْيَا النَّهَارِ مِثْلُ رُؤْيَا اللَّيْلِ.
          فيه: أَنَس: (أَنَّ النَّبي صلعم كَانَ يَدْخُلُ على أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمًا فَأَطْعَمَتْهُ، وَجَعَلَتْ تَفْلِي رَأْسَهُ، فَنَامَ رَسُولُ اللهِ صلعم ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ، فَقَالَ: نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ غُزَاةً في سَبِيلِ اللهِ...) وذكر الحديث. [خ¦7001] [خ¦7002]
          قال المهلَّب: معنى هذين البابين أنه لا يخص نوم النهار على نوم الليل، ولا نوم الليل على نوم النهار بشيء من صحة الرؤيا وكذبها، وأن الرؤيا متى أُريت ما(2) فحكمها واحد، وتأويل المفاتيح في النوم أسباب الفتح، والمعنى أتيت ما دلني على أنه سيفتح لي ولأمتي خزائن الأرض ما يرفع عنهم المسغبة(3) والفقر وما يدين لهم ملوك الأرض؛ لأن خزائن الأرض بأيدي الملوك، وهو في معنى قوله: ((وزويت لي الأرض...)) الحديث.
          وقولُه: (عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ) يقال: طفا الشَّيء على الماء يطفو، إذا علا، فعَيْن الدَّجال طافية على وجهِه قد برزت كالعنبة(4).


[1] في (ص): ((قال)).
[2] قوله: ((ما)) ليس في (ص).
[3] في (ص): ((المصغبة)).
[4] كذا جاء هنا في (ز) و (ص): قوله: ((وقوله: عنبة طافية...فقد برزت كالعنبة)) في آخر باب رؤيا النهار، وهي جزء من حديث ابن عمر المتقدم في باب رؤيا الليل، فلعل هذا وهم من المصنف ☼.