شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب رؤيا الصالحين

          ░2▒ بابُ رُؤْيَا الصَّالِحِينَ.
          وَقَوْلِهِ ╡: {لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ} الآية[الفتح:27].
          فيه: أَنَسٌ أَنَّ النَّبيَّ صلعم قَالَ: (الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ مِنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ). [خ¦6983]
          قال المهلَّب: قولُه(1) (الرُّؤْيَا الحَسَنَةُ مِنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ) إنَّما يريد عامَّة رؤيا الصَّالحين، وهي الَّتي يرجى صدقُها لأنَّه قد يجوز على الصَّالحين الأضغاث في رؤياهم، لكن لمَّا كان الأغلب عليهم الخير والصِّدق وقلَّة تحكُّم الشَّيطان عليهم في النَّوم أيضًا، لما جعل الله ╡ فيهم مِن الصَّلاح، وبقي سائر النَّاس غير الصَّالحين تحت تحكُّم الشَّيطان عليهم في النَّوم؛ مثل تحكُّمِه عليهم في اليقظة في أغلب أمورِهم، وإن كان قد يجوز منهم الصِّدق في اليقظة فكذلك يكون(2) في رؤياهم صدق أيضًا.


[1] قوله: ((قوله)) ليس في (ص).
[2] في (ص): ((يجوز)).