شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب الاستراحة في المنام

          ░30▒ بابُ الاِسْتِرَاحَةِ فِي المَنَامِ.
          فيه: أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ النَّبيُّ صلعم: (بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتَنِيْ عَلَى حَوْضٍ أَسْقِي النَّاسَ، فَأَتَانِي أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ الدَّلْوَ مِنْ يَدِي لِيُرِيحَنِي فَنَزَعَ ذَنُوبَيْنِ وفي نَزْعِهِ ضَعْفٌ وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ، فَأَتَى ابْنُ الْخَطَّابِ فَأَخَذَ مِنْهُ فَلَمْ يَزَلْ يَنْزِعُ حتَّى تَوَلَّى النَّاس وَالْحَوْضُ يَتَفَجَّرُ). [خ¦7022]
          قال المهلَّب: فيه دليل أنَّ الدُّنيا للصَّالحين دار نصب وتعب وأنَّ الرَّاحة منها في(1) الموت على الصَّلاح والدِّين كما استراح النَّبيُّ صلعم مِن تعب ذلك السَّقي بالموت.
          والحوض هاهنا معدن العلم وهو القرآن الَّذي يغرف النَّاس كلُّهم منه دون أن ينتقص، حتَّى يُرْوَوا(2) وهو معدن لا يفنى ولا ينتقص.


[1] قوله: ((في)) ليس في (ص).
[2] في (ص): ((يروون)).