شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب من اتخذ ثياب الحيض سوى ثياب الطهر

          ░22▒ بَابُ: مَنِ اتَّخَذَ ثِيَابَ الحَيْضِ سِوَى ثِيَابِ الطُّهْرِ.
          فيهِ: أُمُّ سَلَمَةَ قَالَتْ: (بَيْنَا أَنَا مَعَ النَّبيِّ صلعم مُضْطَجِعَةٌ فِي خَمِيْلَةٍ حِضْتُ، فَانْسَلَلْتُ، فَأَخَذْتُ ثِيَابَ حِيْضَتِي، فَقَالَ: أَنُفِسْتِ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَدَعَانِي، فَاضْطَجَعْتُ مَعَهُ في الخَمِيلَةِ(1)). [خ¦323]
          قال المُؤَلَّفُ: إن قيل: هذا الحديث يعارض قول عَائِشَةَ: ((مَا كَانَ لإِحْدَانَا إِلَّا ثَوْبٌ وَاحِدٌ تَحِيْضُ فِيْهِ))، قيل: لا تعارض بينهما بحمد الله(2) ويمكن أن يكون حديث عَائِشَةَ في بدء الإسلام، فإنَّهم كانوا حينئذٍ في شدِّةٍ وقِلَّةٍ قبل أن يفتح الله عليهم الفُتُوح ويغنم(3) الغنائم، فلمَّا فتح الله عليهم واتَّسعت أحوالهم، اتَّخذ النِّساء ثيابًا للحِيض سوى ثياب لباسهنِّ، فأخبرتْ أمُّ سَلَمَةَ عن ذلك الوقت.
          والخَمِيْلَة والخَمْلَة: ثوب مُخْمَلٍ مِن الصُّوف.


[1] قوله ((فَدَعَانِي، فَاضْطَجَعْتُ مَعَهُ في الْخَمِيلَةِ)) ليس في (م)، وفيها: ((الحديث)).
[2] زاد في (م): ((تعالى)).
[3] في (م) و(ص): ((ويغنمهم)).