شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب الطيب للمرأة عند غسلها من المحيض

          ░12▒ بَابُ: الطِّيْبِ لِلْمَرْأَةِ عِنْدَ غُسْلِهَا مِنَ الحَيْضِ(1).
          فيهِ: أُمُّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: (كُنَّا نُنْهَى أَنْ نُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثٍ، إِلَّا عَلَى زَوْجٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا(2)، وَلا نَكْتَحِلَ وَلا نَتَطَيَّبَ وَلا نَلْبَسَ ثَوْبًا مَصْبُوغًا إِلَّا ثَوْبَ عَصْبٍ، وَقَدْ(3) رُخِّصَ لَنَا عِنْدَ الطُّهْرِ(4) إِذَا اغْتَسَلَتْ إِحْدَانَا مِنْ مَحِيضِهَا في نُبْذَةٍ مِنْ كُسْتِ أَظْفَارٍ، وَكُنَّا نُنْهى عَنِ اتِّبَاعِ الجَنَائِزِ(5)). [خ¦313]
          قال المُهَلَّبُ: أُبيح للحائض مُحِدًّا كانت أو غير مُحِدٍّ عند غُسْلِهَا مِن المحيض(6) أن تدرأ رائحة الدَّم عن نفسها بالبخور بالقسط لما هي مستقبلته(7) مِن الصَّلاة ومجالسة الملائكة لئلَّا تؤذيهم برائحة(8) الدَّم.
          وقولها: (نُبْذَةٍ مِنْ كُسْتِ) يعني ما تنبذه وتطرحه في النَّار مَرَّةً واحدةً عند الطُّهْرِ(9)، وإنَّما أرادت بذلك التَّقليل منه بمقدار ما يقطع زفر(10) رائحة دم الحيض(11).
          وقولها في الحديث: (كُسْتِ أَظْفَارٍ(12))، هكذا رُوِيَ فيه، وصوابه: كُسْتُ ظَفَارِ، منسوب إلى ظَفَارٍ وهو ساحلٌ من سواحل عَدَنٍ، والكُسْتُ والقُسْطُ لغتان. /


[1] في المطبوع: ((المحيض)).
[2] في (م): ((وعشر)).
[3] قوله ((قد)) ليس في (م).
[4] في المطبوع: ((الطُّهور)).
[5] قوله ((وكنَّا نُنهى عن اتِّباع الجنائز)) ليس في (م).
[6] قوله: ((من المحيض)) ليس في (ص).
[7] في (م) والمطبوع و(ص): ((مستقبلة)).
[8] في (م): ((رائحة)).
[9] في المطبوع: ((الطَّهي))، وفي (م): ((عند الطُّهر للمحب)).
[10] في (م): ((بقدر ما يقطع ذفر))، وفي المطبوع: ((زفرة)).
[11] في المطبوع: ((المحيض)).
[12] في (م): ((وقولها من كست أظفار)).