الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب السمر مع الضيف والأهل

          ░41▒ (باب السَّمَرِ [مَعَ] الضَّيْفِ وَالأَهْلِ) كذا لغير أبي ذر، وله تقديم الأهل على الضيف ولكل وجهة والأهل الزوجة والأولاد والعيال.
          وقال العيني: أهل الرجل خاصته وعياله وحاشيته.
          وقال في ((القاموس)): أهل الرجل عشيرته وذوو قربى والجمع أهلون وأهال وآهال وأهلات ويحرك والضيف في الأصل مصدر مضاف فمن ثم يطلق على الواحد وغيره.
          قال في ((القاموس)): وقد يجمع على أضياف وضيوف وضيفان وبين هذا الباب وسابقه كما قال شيخ الإسلام عموم وخصوص من وجه؛ لأن هذا خاص بالسمر مع الضيف والأهل عام لصدقه للجائز المستوي الطرفين وغيره وذاك خاص للسمر في الخير عام لصدقه بالسمر مع الأهل والضيف وغيرهما انتهى.
          وأقول: به تعلم ما في قول العيني أخذاً له من كلام ابن المنير المذكور في ((فتح الباري)) أفرد هذا الباب عن اشتماله عليه ودخوله فيه لانحطاط رتبته عن سابقه؛ لأنه متحض للطاعة وهذا قد يكون بالسمر الجائز أو المتردد بين الإباحة والندب انتهى.
          لأن [ه] إن أراد أنه مشتمل عليه دائما فليس كذلك لانفراده عنه في بعض الصور وإن أراد الاشتمال عليه في الجملة كما هو الواقع فلا بد من ذكره ليفيد حكم ما لم يدخل في سابقه سواء انحطت رقبته عن سابقه أم لا ولو دخل في سابقه لم يحتج إلى ذكره وإن انحطت رتبته فكيف يظهر التعليل بالانحطاط فتدبره.
          ووجه مطابقة حديث الباب للترجمة ظاهر حيث قال أبو بكر لزوجته أوما عشيتهم ويا أخت بني فراس وقال لولده عبد الرحمن: يا غنثر وقال لأضيافه كلوا وحيث قالت له امرأته وما حبسك عن أضيافك وقالت له: أبوا حتى تجيء وغير ذلك مما يأتي.