الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب فضل العشاء

          ░22▒ (باب فَضْلِ الْعِشَاءِ) أي: على غيرها أو فضلها.
          قال في ((فتح الباري)) لم أر من تكلم على هذه الترجمة فإنه ليس في الحديثين اللذين ذكرهما للمؤلف في هذا الباب ما يقتضي اختصاص العشاء بفضيلة ظاهرة وكأنه مأخوذ من قوله ما ينتظرها أحد من أهل الأرض غيركم فعلى هذا في الترجمة حذف تقديره باب فضل انتظار العشاء.
          واعترضه العيني فقال نفى هذا القائل أولا كلام الناس على هذه الترجمة ثم ذكر شيئاً ادعى أنه تفرد به وليس بشيء لأن كلامه آل إلى أن الفضل للانتظار للإعشاء لا للعشاء والترجمة في الفضل للعشاء فنقول مطابقته للترجمة من أن العشاء عبادة قد اختصت بالانتظار لها من بين سائر الصلوات وبهذا ظهر فضلها فحسن قوله باب فضل العشاء.
          وأجاب في ((الانتقاض)) فقال غفل العيني عن مراد الفتح ومراده أن العبادة إذا ثبت الفضل لمن ينتظر دخول وقتها ليؤديها ثبت لها الفضل أن لولا وجود الفضل فيها ما ثبت الفضل لانتظارها.
          وأقول: مفهوم ما في ((الفتح)) أن الفضل لانتظارها فإنه جعل الترجمة على حذف مضاف وهو انتظار وما في الانتقاض مفهومه أن الفضل لها فلا يكون في الترجمة حذف مضاف فاعتراض العيني واردٌ نعم لو جعلها الفتح بدون تقدير مضاف واقتصر على قوله وكأنه مأخوذ... إلخ لم يتوجه عليه الاعتراض وساوى قوله في الانتقاض.