نجاح القاري لصحيح البخاري

حديث: نعم الصدقة اللقحة الصفي منحةً

          5608- (حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ) الحكم بن نافع، قال: (أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ) هو: ابنُ أبي حمزة الحمصي، قال: (حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ) بالزاي والنون، عبد الله بن ذكوان (عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) أي: ابن هرمز الأعرج (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) ☺ (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلعم قَالَ: نِعْمَ الصَّدَقَةُ اللِّقْحَةُ) بكسر اللام، ويجوز فتحها وسكون القاف وبالحاء المهملة. قال الكرمانيُّ: هي الحلوب من النَّاقة. وقال الحافظُ العسقلانيُّ: هي التي قَرُبَ عهدها بالولادة. قال العينيُّ: والأوَّل أولى وأظهر.
          (الصَّفِي) بفتح الصاد المهملة وكسر الفاء وتشديد الياء، فعيل بمعنى مفعول، ومعناه: المختار. وقال الحافظُ العسقلانيُّ: هي الكثيرة اللَّبن، وفعيل إذا كان بمعنى مفعول يستوي فيه المذكر والمؤنث (مِنْحَةً) بكسر الميم وسكون النون، وهي العطيةُ نصب على التَّمييز، نحو: نعم الزَّاد زاد أبيك زادًا، وهي التي تعطيها غيرك ليحلبها ثمَّ يردها عليك (تَغْدُو) من الغدو، وهو أوَّل النَّهار (بِإِنَاءٍ) من اللَّبن (وَتَرُوحُ) من الرواح، وهو آخر النَّهار (بِآخَرَ) وهذه كناية عن كثرة اللَّبن، وإشارة إلى أنَّ المستعير لا يستأصل لبنها.
          وقد مضى الحديث / في «العارية»، في باب «فضل المنيحة» [خ¦2629]. ومطابقته للتَّرجمة تُؤخذ من معنى الحديث.