نجاح القاري لصحيح البخاري

حديث: أتي رسول الله ليلة أسري به بقدح لبن وقدح خمر

          5603- (حَدَّثَنَا عَبْدَانُ) هو: لقبُ عبد الله بن عُثمان المروزي، قال: (أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ) هو: ابنُ المبارك المروزي، قال: (أَخْبَرَنَا يُونُسُ) هو: ابنُ يزيد الأيلي / (عَنِ الزُّهْرِيِّ) محمد بن مسلم بن شهاب (عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيِّب، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ☺) أنَّه (قَالَ: أُتِيَ) بضم الهمزة وكسر المثناة الفوقية (رَسُولُ اللَّهِ صلعم لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ) بضم الهمزة على البناء للمفعول؛ أي: إلى بيت المقدس. قال الكرمانيُّ: «ليلة أسري به» بالتَّنوين وعدمه. وقال الحافظُ العسقلانيُّ: حكي فيه تنوين «ليلة»، والذي أعرفه في الرِّواية الإضافة.
          وتعقَّبه العينيُّ بما لا وجه له حيثُ قال: إذا جاز الوجهان فإسناد هذا القائل معرفته إلى الإضافة تعمَّق في المفاخرة الباردة فتفطَّن.
          (بِقَدَحِ لَبَنٍ وَقَدَحِ خَمْرٍ) وفي رواية ابن عساكر: <خمرًا>، وزاد في أوَّل «كتاب الأشربة» [خ¦5576]: ((فنظر إليهما ثمَّ أخذ اللَّبن، فقال جبريل ◙: الحمد لله الذي هداكَ الفطرة، ولو أخذت الخمر غوتْ أمتك)). والحكمة في التَّخيير بين الخمر مع كونه حرامًا واللَّبن مع كونه حلالًا: إما أنَّ الخمر حينئذٍ لم تكن حرمت، وإما أنَّها كانت من الجنة، وخمر الجنَّة ليست بحرام.
          ومطابقة الحديث للتَّرجمة من حيثُ إنَّ النَّبي صلعم لما أُتِيَ ليلة الإسراء بلبنٍ وخمرٍ اختار اللَّبن، وهو من أعظم نعم الله على عبيده. وقد مضى الحديث في «تفسير سورة الإسراء» [خ¦4709].