نجاح القاري لصحيح البخاري

باب شوب اللبن بالماء

          ░14▒ (بابُ شَوْبِ اللَّبَنِ بِالْمَاءِ) الشَّوْب: بفتح المعجمة وسكون الواو؛ أي: خلط اللَّبن بالماء، كذا في رواية الكُشميهني، وفي رواية أبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمستمليِّ: <شُرْب> بضم المعجمة وبالراء الساكنة بدل الواو؛ أي: شرب اللَّبن ممزوجًا بالماء البارد كسرًا لحرارته عقب حلبه مع شدَّة حرِّ القطر، فإنَّ تلك البلاد في الغالب تكون حارَّة، فكانوا يكسرون حرَّ اللَّبن بالماء البارد، وإنَّما قيَّده بالشُّرب للاحتراز عن الخلط عند البيع فإنَّه غش.
          قال ابن المُنيِّر: مقصود البُخاري أنَّ ذلك لا يدخل في النَّهي عن الخليطين، وهو يؤيِّد ما تقدَّم من فائدة تقييدهِ الخليطين بالمُسْكِر؛ أي: إنَّما ينهى عن الخليطين إذا كان كلُّ واحد منهما من جنس ما يسكر.