إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: أن معاذًا لما قدم اليمن صلى بهم الصبح

          4348- وبه قال: (حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ) الواشحيُّ / قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بنُ الحجَّاج (عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ) الأسديِّ الفقيهِ المجتهدِ (عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ) الوالبيِّ الكوفيِّ (عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ) بفتح العين، الأوديِّ(1) المخضرم (أَنَّ مُعَاذًا ☺ لَمَّا قَدِمَ اليَمَنَ صَلَّى بِهِمِ الصُّبْحَ، فَقَرَأَ) فيها بقوله تعالى: ({وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً}[النساء:125] فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ) المصلِّين جاهِلًا ببطلانِ الصَّلاةِ بالكلام الأجنبيِّ، أو كان خلفهم لم يدخلْ في الصَّلاةِ، ولم يقف الحافظُ ابن حجرٍ على اسمهِ، كما قاله في «المقدمة» (لَقَدْ قَرَّتْ عَيْنُ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ) لِمَا حصلَ لها(2) من السُّرور.
          (زَادَ مُعَاذٌ) هو ابنُ معاذٍ البصريُّ (عَنْ شُعْبَةَ) بنِ الحجَّاج (عَنْ حَبِيبٍ) بنِ أبي ثابتٍ (عَنْ سَعِيدٍ) أي: ابنِ جبيرٍ (عَنْ عَمْرٍو) أي: ابنِ ميمون الأوديِّ: (أَنَّ النَّبِيَّ صلعم بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى اليَمَنِ، فَقَرَأَ مُعَاذٌ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ سُورَةَ النِّسَاءِ فَلَمَّا قَالَ: {وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} قَالَ رَجُلٌ خَلْفَهُ) مصلٍّ، أو غير مصلٍّ: (قَرَّتْ عَيْنُ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ) أي: بردَتْ دمعتها؛ لأنَّ دمعة السُّرورِ باردة، ودمعةَ الحزنِ حارَّةٌ، ومرادهُ من إعادتهِ: بيانُ بعثهِ صلعم لمعاذٍ، وفهمَ من حديثِ ابن عبَّاسٍ السَّابق [خ¦4347] وهذا الحديث أنَّهُ بعثهُ أميرًا على المالِ، وعلى الصَّلاة أيضًا.


[1] في (م): «الأزدي».
[2] «لها»: ليست في (ب).