إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: إنك ستأتي قومًا من أهل الكتاب

          4347- وبه قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد (حِبَّانُ) بكسر المهملة وتشديد الموحدة، ابنُ موسى المروزِيُّ قال: (أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ) بنُ المباركِ المروزِيُّ (عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ إِسْحَاقَ) المكيِّ، رُمِي بالإرجاءِ لكنَّه ثقة (عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَيْفِي) المكيِّ (عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ) بفتح الميم وسكون العين المهملة وفتح الموحدة، نافِذٌ _بالفاء والذال المعجمة_ (مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ☻ ) أنَّهُ (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى اليَمَنِ) سنة عشر قبلَ حجَّة الوداعِ، يعلِّمُهُم القرآن والشَّرائع، ويقضي بينهم ويأخذُ الصَّدقات من العمَّالِ: (إِنَّكَ سَتَأْتِي قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ) التَّوراة والإنجيل، ولأبي ذرٍّ ”قومًا أهلَ كتابٍ“ وسقطَتْ لفظةُ «من»(1)، ”فأهلَ“ بفتح اللام و”كتابٍ“ بالتَّنكير (فَإِذَا جِئْتَهُمْ فَادْعُهُمْ إِلَى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ فَإِنْ هُمْ طَاعُوا) ولأبي ذرٍّ ”أطَاعُوا“ (لَكَ بِذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ طَاعُوا) ولأبي ذرٍّ ”أطاعُوا“ (لَكَ بِذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللهَ فَرَضَ عَلَيْكُمْ) بالكاف، ولأبي ذرٍّ ”عليهم“ (صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ طَاعُوا) ولأبي ذرٍّ ”أطاعُوا“ (لَكَ بِذَلِكَ فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ) أي: احذر أخذَ نفائس أموالِهم (وَاتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ؛ فَإِنَّهُ) أي: فإنَّ الشَّأن (لَيْسَ بَيْنَهُ) أي الدُّعاء (وَبَيْنَ اللهِ حِجَابٌ).
          (قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ) البخاريُّ على عادتهِ في تفسير ألفاظٍ غريبةٍ تقعُ له من القرآنِ إذا وافقت لفظَ الحديثِ(2): ({فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ}[المائدة:30]) معناها: (طَاعَتْ) له نفسه (وَأَطَاعَتْ) بالهمزة (لُغَةٌ) في طاعَت بغير همز، ويقال إذا أخبر عن نفسهِ (طِعْتُ)(3) بكسر الطاء (وَطُعْتُ) بضمها (وَأَطَعْتُ) بزيادة‼ الهمزة. قال في «القاموس»: طاعَ لهُ يَطُوع ويَطاعُ: انقادَ كانْطاعَ. وقال الأزهريُّ(4): الطَّوع نقيضُ الكرهِ، وطاعَ لهُ انقادَ، فإذا مضَى لأمرهِ فقد أطاعهُ. وقوله: «قال أبو عبد الله...» إلى آخره ساقط في رواية أبي ذرٍّ.


[1] في (د): «وسقط لفظ من».
[2] في (ص): «لفظة من الحديث».
[3] في (م) و(ص) زيادة: «أي فلانًا».
[4] في (د) و(ب): «الجوهري».