إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: ما نعلم حيًا من أحياء العرب أكثر شهيدًا أعز

          4078- وبه قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد (عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ) بفتح العين وسكون الميم، ابن بَحر بن كَنِيز _بالنون والزاي_ الصَّيرفيُّ الفلَّاس قال: (حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ) الدَّستُـَوائيُّ (قَالَ: حَدَّثَنِي) بالإفراد (أَبِي) هشام (عَنْ قَتَادَةَ) بن دعامةَ، أنَّهُ (قَالَ: مَا نَعْلَمُ حَيًّا مِنْ أَحْيَاءِ العَرَبِ أَكْثَرَ شَهِيدًا أَعَزَّ) بعين مهملة فزاي من العزَّةِ، ولابنِ عساكر وأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ ”أغرَّ“ بغين معجمة فراء، وانتصابهُما صفةٌ أو عطفٌ بحذفِ حرفِ العطفِ، كالتَّحياتِ المباركاتِ (يَوْمَ القِيَامَةِ مِنَ الأَنْصَارِ).
          (قَالَ قَتَادَةُ) بالإسنادِ السَّابقِ مُستدلًّا على صحَّةِ قولهِ الأوَّلِ: (وَحَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ) ☺ : (أَنَّهُ قُتِلَ مِنْهُمْ) من الأنصار (يَوْمَ أُحُدٍ سَبْعُونَ) وكذا قال _إنَّ السَّبعينَ من الأنصارِ خاصةً_ ابنُ سعدٍ في «طبقاته»، لكنَّهُم في تراجِمِهم زادوا على ذلك، وقد سردَ الحافظُ أبو الفتح أسماءَ المستشهدِينَ من المهاجرينَ والأنصار ستَّة وتسعين، منهُم من المهاجرينَ ومن ذكرهُ معهم أحدَ عشرَ، ومن الأنصار خمسة وثمانين؛ من الأوسِ ثمانية وثلاثين، ومن الخزرجِ سبعة وأربعين. منهم(1) عندَ ابنِ إسحاقَ من المهاجرينَ أربعة، ومن الأنصارِ أَحَدًا وستين؛ من الأوسِ أربعة وعشرينَ، ومن الخزرجِ سبعة وثلاثين، والباقينَ عن موسى بن عقبة أو عن ابنِ سعد أو عن ابن هشام، والزِّيادةُ ناشئةٌ عن الاختلافِ في بعضهم.
          (وَ) قُتِلَ منهم (يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ سَبْعُونَ) كان يقال لهم: القرَّاءُ (وَيَوْمَ اليَمَامَةِ) مدينةٌ من اليمنِ على مرحلتينِ من الطَّائفِ (سَبْعُونَ. قَالَ) قتادةَ كما في «مستخرج أبي نُعيم» (وَكَانَ بِئْرُ مَعُونَةَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلعم ) حيثُ بعثهم لحاجةٍ، فعرض لهم حيَّان من بني سليم‼ رِعْل وذكوانَ فقتلوهم، فدعَا عليهم النَّبيُّ صلعم شهرًا في صلاةِ الغداةِ، وذلك بدء القنوتِ (وَيَوْمُ اليَمَامَةِ عَلَى عَهْدِ أَبِي بَكْرٍ) الصِّدِّيقِ في خلافته (يَوْمَ) قتالِ (مُسَيْلِمَةَ) بكسرِ اللام(2) (الكَذَّابِ) الذي ادَّعى / النبوَّةَ.


[1] «منهم»: ليس في (ص).
[2] «بكسر اللام»: ليس في (د).