إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: حرق رسول الله نخل بني النضير وقطع

          4031- وبه قال: (حَدَّثَنَا آدَمُ) بنُ أبي إيَاس قال: (حَدَّثَنَا اللَّيْثُ) بنُ سعدٍ الإمام (عَنْ نَافِعٍ) مولى ابنِ عُمر (عَنِ ابْنِ عُمَرَ ☻ ) أنَّه: (قَالَ: حَرَّقَ) بتشديد الراء (رَسُولُ اللهِ صلعم نَخْلَ بَنِي النَّضِيرِ) ولغيرِ أبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ _كما في «الفتح» و«اليونينية»_: ”نخلَ النَّضِير“ بإسقاط: «بني».
          (وَقَطَعَ) الأشجارَ، وفيه جوازُ قطعِ شجرِ الكُفَّار وإحراقهِ، وبه قال عبدُ الرَّحمن بن القاسمِ ونافع مولى ابن عُمر ومالك والثَّوريُّ والشَّافعيُّ وأحمدُ‼ وإسحاقُ والجمهورُ. قاله النَّوويُّ في «شرح مسلم».
          (وَهِيَ البُوَيْرَةُ) بضم الموحدة وفتح الواو وسكون التحتية وفتح الراء بعدها هاء تأنيث، موضعُ نخلِ بني النَّضير بقربِ المدينةِ الشَّريفةِ (فَنَزَلَتْ: {مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ}) هو بيانٌ لمَا قطَعْتم، ومحلُّ {مَا} نصب بـ {قَطَعْتُم } كأنَّه قيل: أيّ شيءٍ قطعتُم، وأنَّثَ الضَّمير العائد إلى {مَا} في قولهِ: ({أَوْ تَرَكْتُمُوهَا}) لأنَّه في معنى اللِّينة، واللِّينة: هي أنواع التَّمر كلها إلَّا العَجوة، وقيل: كِرام النَّخل، وقيل: كلُّ الأشجارِ للينِهَا، وأنواعُ نخلِ المدينةِ مئةٌ وعشرونَ نوعًا، وياءُ اللِّينة عن واوٍ قُلِبَت لكسرِ ما قبلها ({قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللهِ}[الحشر:5]) قطعُها وتركُها بمشيئتِهِ.