إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: تعالوا بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئًا

          3892- وبه قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد (إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ) أبو يعقوب الكوسج المروزيُّ قال: (أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ) بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرَّحمن بن عوفٍ قال: (حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ) محمَّد بن عبد الله (عَنْ عَمِّهِ) محمَّد بن مسلمٍ الزُّهريِّ، أنَّه (قَالَ: أَخْبَرَنِي) بالإفراد (أَبُو إِدْرِيسَ عَائِذُ اللهِ) بالعين المُهمَلة والذَّال المُعجَمة ممدودًا (بْنُ عَبْدِ اللهِ) الخولانيُّ، أحد الأعلام، سقط «ابن عبد الله» من «اليونينيَّة»: (أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ) ☺ ، ابن قيسٍ (مِنَ الَّذِينَ شَهِدُوا بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلعم وَمِنْ أَصْحَابِهِ لَيْلَةَ العَقَبَةِ) وهو أحد النُّقباء، وأحد السِّتَّة أهل العقبة الأولى _في قول بعضهم_ وأحد الاثني عشر أهل الثَّانية، وأحد(1) السَّبعين في الثَّالثة (أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم قَالَ _وَحَوْلَهُ عِصَابَةٌ) بكسر العين المُهمَلة (مِنْ أَصْحَابِهِ_: تَعَالَوْا) بفتح اللَّام (بَايِعُونِي) عاقِدوني (عَلَى) التَّوحيد (أَلَّا تُشْرِكُوا بِاللهِ شَيْئًا، وَ) على أن (لَا تَسْرِقُوا) شيئًا (وَ) على أن (لَا تَزْنُوا، وَ) على أن (لَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ، وَلَا تَأْتُونَ) ولأبي ذرٍّ والأَصيليِّ وابن عساكر ”ولا تأتوا“ بحذف النُّون عطفًا على المنصوب السَّابق (بِبُهْتَانٍ) بكذبٍ يبهت سامعه (تَفْتَرُونَهُ) تختلقونه (بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ) أي: من قِبَل أنفسكم، فكُنِّي باليد والرِّجل عن الذَّات؛ لأنَّ مُعظَم الأفعال بها (وَلَا تَعْصُونِي فِي مَعْرُوفٍ) قاله صلعم تطييبًا لقلوبهم، وإلَّا فهو صلعم لا يأمر إلَّا بالمعروف (فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ) _بتخفيف الفاء_ بالعهد (فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ) فضلًا (وَمَنْ أَصَابَ) منكم _أيُّها المؤمنون_ (مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا) غير الشِّرك (فَعُوقِبَ بِهِ) بسببه (فِي الدُّنْيَا) بإقامة الحدِّ عليه (فَهْوَ) أي: العقاب (لَهُ كَفَّارَةٌ) فلا يُعاقَب عليه في الآخرة (وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ) المذكور (شَيْئًا، فَسَتَرَهُ اللهُ فَأَمْرُهُ) مَفوَّضٌ (إِلَى اللهِ) تعالى (إِنْ شَاءَ عَاقَبَهُ) بعدلِه (وَإِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ) بفضلِه (قَالَ) عبادة: (فَبَايَعْتُهُ) وفي نسخةٍ ”فبايعناه“ (عَلَى ذَلِكَ).
          وهذا الحديث سبق في «كتاب الإيمان» [خ¦18].


[1] في (ص): «وأهل».