التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: كنت ألعب بالبنات عند النبي

          6130- قوله: (حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ): (مُحَمَّد) هذا: تَقَدَّمَ الكلامُ عليه في (المغازي) في (غزوة أُحُد) في (باب ما أصاب النَّبيَّ صلعم مِنَ الجِراح يوم أُحُد) [خ¦4077]، والمِزِّيُّ لم ينسبْه، وشيخُنا لم يتعرَّض له بالكُلِّيَّة، و(أبو مُعاويةَ): هو مُحَمَّد بن خازم؛ بالخاء المُعْجَمَة، الضريرُ.
          قوله: (كُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ عِنْدَ النَّبِيِّ صلعم): قال القاضي عياضٌ ☼: (فيه جوازُ اللَّعِب بهنَّ، وهنَّ مخصوصات مِنَ الصُّوَر المَنْهيِّ عنها؛ لهذا الحديث، ولِما فيه مِن تدريب النِّساء في صغرهنَّ لأمر أنفسهنَّ وبيوتهنَّ وأولادهنَّ، قال: وقد أجاز العلماءُ بيعَهنَّ وشراءهنَّ، ورُويَ عَن مالكٍ كراهةُ شرائهنَّ، وهذا محمولٌ على كراهة الاكتساب بها، وتنزيه ذوي المروءات عن تولِّي بيع ذلك، لا كراهة اللَّعِب، وقال: ومذهبُ جمهور العلماء جوازُ اللَّعِب بهنَّ، وقالت طائفةٌ: هو منسوخٌ بالنهي عَنِ الصُّوَر)، هذا كلامه، ومذهبُ الشَّافِعيِّ في المسألة معروفٌ: أنَّه حرامٌ، قال شيخنا هنا في قوله: (بالبنات): (يحتملُ أن تكون الباء بمعنى: «مع»، و«البنات»: الجواري، وهو غيرُ ظاهرٍ؛ لقولها: «وكان لي صواحبُ يَلْعَبْنَ معي») انتهى.
          قوله: (يَتَقَمَّعْنَ مِنْهُ): هو بمُثَنَّاة فوق مفتوحة قبل القاف وتشديد الميم المفتوحات، ثُمَّ عين مُهْمَلة ساكنة، ثُمَّ نون جماعة النِّسوة؛ أي: يتغيَّبْنَ حياءً منه وهيبةً، وقيل: يدخُلْنَ في بيتٍ ونحوِه، وهو قريبٌ مِنَ الأوَّل، وفي «المطالع»: («يتقمَّعْنَ»؛ أي: يتغيَّبْنَ ويدخُلْنَ البيتَ، ويُروى: «ينقمِعْنَ»، وهما سواءٌ، ورواه بعضهم: «يتقنَّعْنَ»؛ بالنون، والأوَّل المعروف)، انتهى.
          قوله: (فَيُسَرِّبُهُنَّ إِلَيَّ): هو بضَمِّ أوَّله؛ المُثَنَّاةِ تحت، وفتح السين المُهْمَلَة، وكسر الراء المُشَدَّدة، ثُمَّ مُوَحَّدة، والباقي معروفٌ؛ ومعناه: يُرسلهنَّ.